
إعلام تيفي
أكد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، أن المغرب قطع أشواطا مهمة في مسار ترسيخ المساواة والمناصفة بين النساء والرجال، غير أن الطريق نحو تحقيقها الكامل ما يزال طويلا ويتطلب جهدا جماعيا وتغييرا عميقا في العقليات والتمثلات الاجتماعية.
وخلال افتتاح الدورة الثانية للمنتدى البرلماني السنوي للمساواة والمناصفة بالرباط، أبرز الطالبي العلمي أن قضايا المرأة شكلت محورا مركزيا في الإصلاحات التي شهدتها المملكة خلال ربع قرن، مشدداً على أن الدستور جعل من المساواة بين الجنسين مبدأ أساسيا لا رجعة فيه.

وسجل رئيس مجلس النواب أن المغرب أطلق منذ سنة 2004 مجموعة من الإصلاحات الجوهرية، في مقدمتها مدونة الأسرة، والتشريعات المتعلقة بمحاربة العنف ضد النساء، إضافة إلى اعتماد آليات التمييز الإيجابي لتمكين النساء من ولوج مراكز القرار والمؤسسات التمثيلية.
وأشار إلى أن حضور النساء داخل المؤسسات المنتخبة عرف تطوراً لافتاً، حيث انتقل عدد النائبات البرلمانيات من أرقام محدودة في تسعينيات القرن الماضي إلى حضور وازن في البرلمان الحالي، كما ارتفعت نسب تمثيلية النساء في المجالس الجهوية والإقليمية والجماعية.
غير أن الطالبي العلمي شدد على أن هذه المكاسب، رغم أهميتها، تبقى غير كافية ما لم تترافق مع تحول ثقافي يرسخ قيم المساواة والإنصاف داخل المجتمع، معتبراً أن المعركة الحقيقية اليوم هي تغيير الصور النمطية وتحويل مبدأ المناصفة إلى ممارسة يومية وسلوك مؤسساتي.
ودعا رئيس مجلس النواب إلى تثمين تجربة البرلمانيات السابقات واستثمار خبراتهن في المجال العام، معتبراً أن الكفاءات النسائية المتراكمة تشكل رافعة حقيقية للتنمية والديمقراطية التمثيلية.
وأكد أن تمكين النساء ليس مجرد مطلب حقوقي، بل هو ضرورة وطنية لتنمية المغرب، معرباً عن أمله في أن يشكل هذا المنتدى محطة جديدة لتحقيق مكتسبات إضافية في إطار التوافق والاستقرار المؤسساتي.





