العمراوي يدافع عن ميزانية الملاعب أمام غياب نتائج ملموسة للمشاريع الأخرى رغم ميزانيتها المضاعفة

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أثارت مداخلة علال العمروي، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، خلال مناقشة قانون المالية 2026، قضية جوهرية تتعلق بكفاءة الإنفاق العمومي في المغرب.
فقد أشار العمروي إلى أن المشاريع ذات الميزانيات المحدودة أحيانا تحقق نتائج ملموسة وواضحة، بينما المشاريع الكبرى، رغم ضخامة أموالها، لا تزال بعيدة عن تحقيق الأثر المنتظر على أرض الواقع.
وقال العمروي إن 25 مليار درهم فقط كانت كافية لبناء وتحديث جميع الملاعب المخصصة لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030 على مدى خمس سنوات، وهو مشروع محدود الميزانية لكنه أعطى نتائج ملموسة وملفتة للانتباه، دون أن يؤثر على سير بقية المشاريع الوطنية.
وفي المقابل، سجل العمروي أن الحكومة خصصت 50 مليار درهم في سنة واحدة فقط للحوار الاجتماعي وحل الملفات المطلبية، و 53 مليار درهم لإنجاز الخط السككي فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش، و 12 مليار درهم لبناء المستشفى الجامعي ابن سينا، و 29 مليار درهم سنويا للدعم الاجتماعي المباشر لأكثر من أربعة ملايين أسرة، بالإضافة إلى عشرات المليارات الأخرى لمشاريع بنية تحتية ومجالات مختلفة، لكن يرى مراقبون أن هذه الميزانيات لم تعطي نتائج ملموسة بنفس سرعة ووضوح ما حققته مشاريع الملاعب.
ويرى مراقبون أن هذا التناقض يسلط الضوء على ضعف النجاعة في بعض المشاريع الكبرى وغياب الربط الواضح بين حجم الميزانية والأثر الفعلي على المواطنين، معتبرين المال العام ليس مجرد أرقام على الورق، بل وسيلة لتحقيق التنمية وتحسين حياة المواطن، لكن التجارب الكبرى تظهر أن ضخامة الميزانية لا تعني بالضرورة الفعالية.
وحسب مراقبون النجاعة والفعالية أهم من ضخامة الأرقام، والمشاريع الصغيرة الذكية قادرة على تحقيق أثر أسرع وأوضح من مشاريع ضخمة غائبة عن الواقع الميداني، ما يستدعي مراجعة شاملة لفلسفة التدبير العمومي وربط كل درهم بالنتائج الحقيقية.




