الغنبوري: خروج الشباب إلى الشارع.. إنذار اجتماعي ورسالة سياسية

حسين العياشي
اعتبر المحلل الاقتصادي علي الغنبوري، أن خروج الشباب المغربي إلى الشارع أمس لا يمكن النظر إليه كمحطة عابرة أو مجرد شكل احتجاجي مألوف، بل يمثل إنذاراً قوياً يؤكد أن المجتمع لا يزال ينبض بالحياة، وأن فئة الشباب لن تقبل بعد اليوم بسياسات التهميش والإقصاء. وأوضح أن هؤلاء المحتجين اختاروا التعبير السلمي لأنهم يرفضون الصمت، ويريدون أن يثبتوا أن صوتهم أقوى من كل محاولات التعتيم.
وأشار الغنبوري، إلى أن الأرقام الرسمية وحدها تكفي للكشف عن حجم المأساة الاجتماعية، حيث بلغ معدل البطالة 13.3 في المائة، فيما حل المغرب في المرتبة 99 ضمن مؤشر مدركات الفساد، فضلاً عن نظام تعليمي يترنح وقطاع صحي بلغ مرحلة الانهيار. وبرأيه، فإن هذه المعطيات ليست مجرد مؤشرات تقنية، بل تعكس واقعاً اجتماعياً يزداد قسوة، يغلق أبواب الأمل أمام جيل كامل يبحث عن الكرامة والعدالة.
وأضاف أن الشباب يدركون وجود واقع موازٍ تعيشه فئة محدودة من المجتمع، تنعم بالامتيازات والثروات وكأنها في بلد آخر، وهو ما يجعل الاحتجاج خياراً مشروعاً وضرورياً لكسر جدار اللامساواة والدفع في اتجاه توزيع أكثر عدلاً للفرص.
وفي تحليله للمسؤوليات السياسية، حمّل الغنبوري الحكومة الحالية النصيب الأكبر من الوضع القائم، معتبراً أنها اعتمدت سياسات مرتبكة وافتقرت إلى رؤية اقتصادية أو اجتماعية منصفة. وأكد أن الحكومة لم تفشل فقط في تقديم الحلول، بل تحولت إلى عبء ثقيل على الدولة ومكلفة لاستقرارها، بعدما صنعت كل شروط الانفجار الاجتماعي وأفرغت المؤسسات التمثيلية من محتواها.
ومع ذلك، شدد الغنبوري على أن المغاربة يظلون مجمعين على حب وطنهم وتمسكهم بمقدساتهم، وأن الشباب خاصة يضعون أيديهم على قلوبهم من أجل استقرار بلدهم. وأوضح أن احتجاجاتهم السلمية لا يجب أن تُرى كمصدر قلق، بل كعنصر قوة يمكن أن يدفع نحو التغيير الحقيقي، ويساعد على التخلص من الأعباء التي تحيط بالدولة وتنهك شرعيتها لصالح مصالح ضيقة لفئة محدودة.