الفاتحي ل”إعلام تيفي”:المغرب يعتمد مبدأ رابح-رابح في علاقته بالصين والولايات

أيت ناصر فاطمة الزهراء: صحافية متدربة
يتمتع المغرب بموقع استراتيجي، يمكّنه من الحفاظ على توازن دقيق في علاقاته مع الصين والولايات المتحدة، على الرغم من تصاعد التنافس الجيوسياسي بينهما. ففي الوقت الذي تعزز فيه المملكة شراكاتها التقليدية مع الولايات المتحدة وأوروبا، تسعى، بالتوازي، إلى توسيع تعاونها مع الصين، خصوصًا في مجالات الاستثمار وتطوير البنية التحتية.
وأشارت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إلى أن المغرب يمثل “فائزًا غير متوقع من التوترات الأميركية-الصينية”، حيث أصبح نقطة وصل رئيسية للشركات الصينية الساعية إلى الوصول لأسواق أوروبا والولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، أكد عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن السياسة المغربية تعتمد على الحياد الإيجابي والابتعاد عن الاستقطابات الدولية. وأوضح أن هذه الاستراتيجية تتماشى مع مبدأ “رابح-رابح”، حيث تسعى المملكة إلى إقامة شراكات متنوعة ومستقلة، بما يعزز مصالحها الوطنية. وأضاف أن المغرب يدرك تمامًا أهمية التنافس بين القوى الكبرى على القارة الأفريقية وعلى الساحة الدولية، ما يجعله يختار توطيد علاقاته مع جميع الأطراف، دون أن يخضع لأي استقطاب سياسي دولي.
وأشار الفاتحي إلى أن المغرب يواصل إدارة علاقاته بعناية مع شركائه التقليديين، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب تعميق التعاون مع روسيا والصين. واعتبر أن هذا النهج يتيح للمغرب الحفاظ على مواقف متوازنة من قوى دولية لها وزن كبير في مجلس الأمن، مثل الصين وروسيا، مع إبقاء هذه العلاقات في إطار يحفظ المصالح الوطنية، خاصة في قضية الصحراء.
مؤخرًا، استقبل ولي العهد، مولاي الحسن، الرئيس الصيني شي جين بينغ، في زيارة قصيرة إلى المغرب، ناقش خلالها الطرفان سبل توسيع الشراكة الاقتصادية والتجارية.
على صعيد آخر، يمثل فوز دونالد ترامب بولاية جديدة على رأس الولايات المتحدة فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين. ومن المتوقع أن يمنح هذا التطور زخمًا إضافيًا للعلاقات التاريخية بين المغرب والولايات المتحدة، مع فتح آفاق جديدة لمعالجة قضايا حساسة، مثل قضية الصحراء، وتعزيز التعاون الأمني، وتوسيع آفاق الشراكة الاقتصادية.





