الفاتيحي: “نشر خريطة المغرب كاملة مباشرة بعد عودة ترامب يؤكد التزام أمريكا بالاتفاق الإبراهيمي”

فاطمة الزهراء آيت ناصر
نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية خريطة المغرب كاملة، بما يشمل أقاليمه الجنوبية، في توقيت حساس يرتبط بعودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية الأمريكية.
هذا التطور يسلط الضوء على التوجهات الأمريكية إزاء قضية الصحراء المغربية، خاصة في سياق الاتفاق الإبراهيمي الموقع بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل في عام 2020.
عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، اعتبر أن هذه الخطوة جزء من التزام الولايات المتحدة بتنفيذ بنود الاتفاق الإبراهيمي.
وأكد أن القنوات الدبلوماسية بين المغرب والإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة ترامب، ما زالت سلسة وسالكة، مشيرًا إلى أن التعاون بين الجانبين يسير نحو تعزيز الاستثمارات الاقتصادية الأمريكية في جهة الصحراء المغربية.
وأوضح أن هناك جهودًا لتوسيع مجال اتفاقية التبادل الحر بين الولايات المتحدة والمغرب لتشمل الأقاليم الجنوبية، وهو ما يعكس الدعم الأمريكي لموقف المغرب.
الخريطة الكاملة تترجم تنفيذ التعهدات الأمريكية
وإعتبر الفاتيحي إن نشر خريطة المغرب كاملة من قبل وكالة الاستخبارات المركزية يُعد تأكيدًا على التزام الولايات المتحدة بتنفيذ التزاماتها في إطار الاتفاق الإبراهيمي. كما أنه يحمل دلالات رمزية وسياسية تعزز الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، الذي أعلنه الرئيس السابق دونالد ترامب في ديسمبر 2020.
وفقًا للفاتحي، فإن هذه الخطوة تشير إلى رغبة الإدارة الأمريكية في الحفاظ على استمرارية هذا الاعتراف والعمل على إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ويضيف المدير أن عودة الترامب إلى البيت الأبيض قد تدفع نحو تسريع وتيرة هذه الجهود، خاصة مع العلاقة الوثيقة التي تجمع بين المغرب والإدارة الأمريكية منذ عهده في رئاسته السابقة .
دور الولايات المتحدة وفرنسا في التسوية السياسية
وأشار الفاتحي إلى أن الولايات المتحدة، باعتبارها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي، تتحمل مسؤولية الدفع نحو إيجاد تسوية سياسية للنزاع. وأضاف أن هذا الدور يتعزز من خلال علاقات واشنطن المؤثرة على المستوى الدولي، خاصة مع فرنسا التي أصبحت مؤخرًا تعترف بمغربية الصحراء. ومن المتوقع أن يدفع هذا التعاون نحو تبني مبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل نهائي ومستدام للنزاع.
تأثير عودة لدونالد ترامب الى الرئاسة
ويتوقع الفاتحي أن تُستأنف الجهود الأمريكية بوتيرة أسرع لدعم مغربية الصحراء. فإدارته السابقة كانت هي التي اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء، كما أنها لعبت دورًا محوريًا في توقيع الاتفاق الإبراهيمي، الذي يعد منطلقًا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بين الدول الموقعة.





