القاتل الصامت يهدد العالم: مليار شخص يعانون من ضغط الدم غير المسيطر عليه (تقرير)

حسين العياشي
كشفت منظمة الصحة العالمية، في تقرير حديث لعام 2024، أن ما يقارب 1,4 مليار شخص حول العالم يعيشون مع ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه، فيما لا يتمكن سوى شخص واحد من بين خمسة من التحكم في هذا “القاتل الصامت”. وضعية صحية تنذر بكارثة، مع ما تحمله من تهديد مباشر بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي والاضطرابات العصبية.
ووفق التقرير، تظل أقل من 20% من الحالات في نحو مئة دولة تحت السيطرة الطبية الفعالة، في حين تتفاقم الأزمة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث يواجه القطاع الصحي صعوبات في التشخيص والعلاج والمتابعة المنتظمة.
ارتفاع ضغط الدم غير المعالج يُعتبر أحد أبرز مسببات الأزمات القلبية، الجلطات الدماغية، قصور القلب والأمراض الكلوية المزمنة، فضلاً عن كونه مرتبطاً باضطرابات عصبية مثل الخرف الوعائي. وتشير تقديرات المنظمة إلى أن أكثر من ألف وفاة كل ساعة عبر العالم تعزى لمضاعفات هذه الحالة غير المسيطر عليها.
إلا أن خطورة المرض تتضاعف بسبب قلة الوعي؛ فالكثيرون يجهلون إصابتهم به، لأنه يتطور بصمت لسنوات طويلة من دون أعراض واضحة.
إلى جانب ضعف التوعية، يظل الوصول إلى الأدوية تحدياً رئيسياً، خصوصاً في الدول النامية، حيث يظل العلاج الموصى به إما مكلفاً أو نادراً. كما أن النقص في الأطر الصحية والتجهيزات، وغياب بروتوكولات علاج موحدة، يعمّق الأزمة.
التقرير شدد على أن الوقاية تبقى السلاح الأهم لمواجهة هذا التهديد العالمي، من خلال اعتماد نظام غذائي متوازن قليل الملح، ممارسة الرياضة بانتظام، التقليل من التدخين والكحول. كما دعا إلى تعميم قياس الضغط الدموي في مراكز الرعاية الأولية والمجتمعات المحلية، لضمان التشخيص المبكر والتدخل السريع.
وفي جانب العلاج، أوصت المنظمة بتوسيع نطاق إتاحة الأدوية بأسعار مناسبة، وتحسين سلاسل الإمداد، إلى جانب إدماج علاج ارتفاع ضغط الدم ضمن الخدمات الصحية الأساسية وتكوين مهنيي الصحة على بروتوكولات موحدة.
وبينما يثقل العبء الاقتصادي لهذه الأمراض كاهل الأنظمة الصحية ويؤثر على إنتاجية الدول، يؤكد التقرير أن الاستثمار في الوقاية والتشخيص المبكر يمكن أن يُنقذ ملايين الأرواح، ويخفف من الكلفة الاقتصادية والاجتماعية الباهظة لهذا “القاتل الصامت”.





