
واشنطن – 25 مارس 2025
في خطوة جديدة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة، قدم النائب الديمقراطي برادلي سكوت شنايدر مشروع قرار إلى الكونغرس الأمريكي يحمل الرقم H.Res.251. يهدف هذا القرار إلى الاعتراف رسميًا بالصداقة التاريخية بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، مما يرسّخ مكانة المغرب كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة.
السياق والدلالات الاستراتيجية
يأتي هذا المشروع وسط تحولات دولية متسارعة تؤكد الدور الريادي للمغرب في القضايا الإقليمية والدولية. كما يعزز متانة العلاقات الثنائية بين الرباط وواشنطن، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي الرسمي بمغربية الصحراء في ديسمبر 2020، والذي كرس موقفًا أمريكيًا ثابتًا بدعم السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.
أهمية القرار رغم طابعه غير الملزم
ورغم أن مشروع القرار H.Res.251 ليس ملزمًا قانونيًا، إلا أنه يحمل رسالة سياسية ودبلوماسية قوية تعكس التزام الولايات المتحدة بتعزيز علاقتها مع المغرب. ويُعد هذا التطور امتدادًا للموقف الأمريكي الداعم للمملكة، وهو موقف تبنته إدارات أمريكية متعاقبة، مما يمثل تحولًا استراتيجيًا في السياسة الأمريكية تجاه قضية الصحراء المغربية.
إضافة إلى البعد السياسي، يكتسب المشروع أهمية اقتصادية وأمنية، إذ يتوقع أن يعزز التعاون في مجالات:
- الاقتصاد والاستثمار (التجارة، التكنولوجيا، الطاقة المتجددة)
- الأمن الإقليمي (مكافحة الإرهاب، تعزيز الاستقرار في شمال إفريقيا)
ويُبرز القرار المغرب كنموذج للاستقرار والتنمية في المنطقة، مما يجعله شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في تحقيق الأمن الإقليمي.
المغرب.. شريك موثوق للولايات المتحدة
يُعد المغرب أول دولة اعترفت باستقلال الولايات المتحدة عام 1777، ومنذ ذلك الحين، تطورت العلاقات بين البلدين لتشمل:
- التعاون العسكري والأمني:
- المغرب شريك أساسي في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن بالساحل الإفريقي.
- استضافة المملكة لمناورات “الأسد الإفريقي”، وهي واحدة من أكبر التدريبات العسكرية في إفريقيا.
- التعاون الاقتصادي والتجاري:
- اتفاقية التبادل الحر عززت الاستثمارات الأمريكية في المغرب.
- تحول المغرب إلى مركز إقليمي للشركات الأمريكية الساعية للتوسع في إفريقيا وأوروبا.
التأثير المحتمل لمشروع القرار
من المتوقع أن يُعزز H.Res.251 موقف المغرب داخل المؤسسات الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بدعم وحدة أراضيه. كما يُوجه رسالة واضحة إلى خصوم الوحدة الترابية للمملكة بأن الدعم الأمريكي للمغرب مستمر، مما يساهم في ترسيخ استقرار المملكة وتعزيز مكانتها الدولية.
مستقبل واعد للعلاقات المغربية الأمريكية
لا يمثل مشروع القرار مجرد خطوة بروتوكولية، بل هو دليل على متانة الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة، والتي تزداد قوة مع مرور الوقت. ومع الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، إلى جانب التحولات الجيوسياسية التي تدعم موقعه، تبدو العلاقات بين البلدين مقبلة على مرحلة جديدة من التعاون المثمر.
المصدر: بيانات رسمية من الكونغرس الأمريكي، موقع “GOVTRACK.US”، ووكالات أنباء دولية.





