المؤثرون يدخلون المعترك الانتخابي..ورقة جديدة في مواجهة العزوف السياسي

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، يعود الجدل من جديد حول قدرة الأحزاب السياسية على مواجهة هاجس العزوف الانتخابي الذي ما زال يهدد نسبة المشاركة. وبينما تراهن بعض القوى التقليدية على خطابها الميداني وأدواتها الكلاسيكية، بدأت أخرى تبحث عن بدائل أكثر قربا من الجيل الرقمي، وفي مقدمتها الاستعانة بما يسمى بورقة المؤثرين.

فلم يعد دور المؤثرين مقتصرا على الترفيه أو التسويق التجاري، بل باتوا عنصرا أساسيا في الحملات السياسية، سواء من خلال استقطابهم لدعم شعارات حزبية وبرامج انتخابية، أو حتى من خلال قرار بعضهم الانخراط المباشر في الترشح للانتخابات. هذه الدينامية الجديدة تكشف تحولا عميقا في مشهد التمثيل السياسي، حيث يتحول الفضاء الرقمي إلى ساحة مركزية لصياغة الرأي العام وتوجيه النقاش العمومي.

ويرى مراقبون أن هذا التوجه يعكس انتقال السياسة من قاعات الاجتماعات والمهرجانات الخطابية إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث تتشكل صورة المرشح وتُختبر مصداقية وعوده أمام جمهور واسع ومتفاعل.

ويمنح هذا الواقع المؤثرين موقعا متقدما في دائرة التأثير السياسي، ما يجعلهم جسرا بين لغة الشباب ومطالبهم من جهة، وخطاب الأحزاب وبرامجها من جهة أخرى.

غير أن هذا المسار يطرح في المقابل تحديات كبرى، من أبرزها مدى قدرة الأحزاب على تحويل التأثير الرقمي إلى مشاركة فعلية في صناديق الاقتراع، وما إذا كان انخراط المؤثرين سيعزز الثقة في العملية الانتخابية أم سيظل مجرد واجهة إعلامية لا تُترجم إلى أرقام انتخابية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى