المحمدية.. أزمة صحية خطيرة تلتهم الأراضي الزراعية

حسين العياشي

يعاني سكان منطقة سيدي موسى بن علي، قرب المحمدية، من أزمة بيئية وصحية خطيرة تهدد حياتهم اليومية. فغياب شبكة الصرف الصحي أدى إلى تلوث مياه الري، مما حول الطرق إلى مستنقعات مياه راكدة، تنبعث منها الروائح الكريهة. هذه الوضعية تؤثر بشكل خاص على الأطفال وكبار السن، الذين يعانون من أمراض تنفسية وأمراض جلدية.

تتسرب المياه العادمة إلى التربة وتختلط بالمجاري المائية التي تُستخدم في الري الزراعي، مما يعرض الأراضي للخطر ويؤثر بشكل كبير على جودة المنتجات الزراعية. وبذلك، أصبحت هذه المنطقة غير صالحة للعيش ولا للزراعة، مما يهدد الأمن الغذائي على المستويين المحلي والعالمي. الهواء ملوث والروائح الكريهة تملأ المكان، مما يجعل الحياة اليومية للسكان شبه مستحيلة. وقد حذرت العديد من الجمعيات المحلية من كارثة بيئية وصحية قد تكون وشيكة إذا لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة.

ورغم تخصيص ميزانيات لحل هذه المشكلة، فإن أعمال الصرف الصحي لم تُنفذ بعد. والسبب في ذلك يعود إلى غياب التنسيق بين الجهات المعنية، مما أدى إلى تأخر في اتخاذ الإجراءات اللازمة. في هذا السياق، حذرت فعاليات المجتمع المدني من الوضع البيئي والصحي بالغ الخطورة، الذي كان سببه غياب شبكة الصرف الصحي، مما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة، وتلوث الهواء، وظهور الأمراض التنفسية، خاصة بين الأطفال وكبار السن. كما تمت الإشارة إلى المياه العادمة التي أصبحت تتسرب إلى مجاري الري، مما يشكل تهديداً مباشراً للبيئة، وللصحة العامة، وللأمن الغذائي، دون أن تتحرك السلطات بشكل جاد لمواجهة هذه الأزمة رغم التحذيرات المتكررة.

من جانبه، أحد الفلاحين المحليين، أن العديد من الأودية تحولت إلى مجاري للمياه العادمة، معتبرًا ذلك، على أنه كارثة بيئية حقيقية تهدد صحة السكان وجودة المنتجات الزراعية التي يستهلكونها.  فمشكلة الصرف الصحي، على حد تعبيرهم، قد تم إدراجها في ميزانية المجلس البلدي عدة مرات، لكن لم يُنفذ أي مشروع حتى الآن. ونتيجة لهذا الوضع، أصبح الفلاحون مجبرين على استخدام مياه ملوثة في ري محاصيلهم، ما يعرض هذه المحاصيل للتلوث.

وفي ضوء هذه الظروف، يطالب السكان والجمعيات المحلية السلطات المحلية والإقليمية بإطلاق مشروع طارئ لإنشاء شبكة صرف صحي كاملة، وذلك لحماية المياه الجوفية والحد من المخاطر البيئية والصحية قبل أن يصبح الأمر لا رجعة فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى