المركز السينمائي المغربي يكشف عن القائمة الرسمية لأفلام المهرجان الوطني

حسين العياشي

تستعد مدينة طنجة لاحتضان الدورة الـ25 من المهرجان الوطني للفيلم، التي ستقام من 17 إلى 25 أكتوبر الجاري، وقد كشف المركز السينمائي المغربي (CCM) عن قائمة الأفلام التي ستخوض غمار المنافسة الرسمية، في دورة يُرتقب أن تكون استثنائية من حيث الزخم الفني والتنوع الجمالي، وأيضاً من حيث التحديات المطروحة أمام الصناعة السينمائية الوطنية.

البرنامج يتوزع على ثلاث مسابقات أساسية:

  • الأفلام الروائية الطويلة (15 فيلماً) التي تمثل مدارس وأساليب إخراجية مختلفة، من “Africa Blanca” و”Everybody Loves Touda” إلى “Love in Dakhla” و”The Lost Princess”.
  • الأفلام القصيرة (15 عملاً) تجمع بين الروائي والوثائقي، مثل “Aicha”، “Crawling Birds”، “Miroir à vendre” و”Les jardins du paradis”.
  • الأفلام الوثائقية الطويلة (15 فيلماً) التي تغطي قضايا الهوية والذاكرة والواقع الاجتماعي، من بينها “Femmes bleues”، “Prisonniers de l’attente”، “L’indépendance de l’Algérie, une cause marocaine” و”Rêves d’Oued Noun”.

أما قسم البانوراما، فسيسلط الضوء على سبعة أفلام خارج المسابقة الرسمية، من بينها “Routini”، “Lbatal”، “Life’s Game” و”Lkhayma”، ما يمنح المهرجان فسحة لتنوع أكبر في الرؤى الفنية.

تولت لجان مستقلة من المخرجين والباحثين والمنتجين مهمة الانتقاء، ما يعكس رغبة في ضمان الموضوعية والجودة. لجنة الأفلام الروائية الطويلة يرأسها المخرج إسماعيل فروخي، وتضم أسماء وازنة من قبيل بشرى أهريش، فاطمة يحدي، عبد الكريم جويطي، وإبراهيم حسناوي. هذه التركيبة تمنح للعملية الانتقائية عمقاً مهنياً ونقدياً.

تأتي هذه الدورة في لحظة فارقة للسينما المغربية، حيث تشهد الصناعة تحولات بفعل التحفيزات الحكومية وتزايد الإنتاجات المشتركة مع الخارج، إلى جانب تطور البنية التحتية لقاعات العرض. غير أن التحدي الأكبر يظل في مدى قدرة هذه الأعمال على استعادة الجمهور المغربي لقاعات السينما بعد سنوات من التراجع، إضافة إلى ضرورة تعزيز حضور الفيلم المغربي في المهرجانات الدولية الكبرى.

لا يقتصر المهرجان على كونه حدثاً سينمائياً فحسب، بل يمثل أيضاً فضاءً للحوار الثقافي والإبداعي، ومختبراً لتلاقي الأجيال السينمائية بين مخرجين رواد وشباب يبحثون عن هوية فنية خاصة بهم. كما يشكل منصة للتفكير في موقع السينما المغربية ضمن المشهد الثقافي الوطني والدولي، في ظل تحولات اجتماعية واقتصادية متسارعة.

بزخم المشاركات وتنوع المواضيع، يبدو أن الدورة الـ25 ستفتح نقاشات واسعة حول مستقبل السينما الوطنية، وتعيد التأكيد على دور طنجة كعاصمة للسينما المغربية. وسيكون الجمهور، إلى جانب النقاد والمهنيين، على موعد مع تجربة سينمائية غنية قد ترسم ملامح مرحلة جديدة في مسار الصناعة السينمائية بالمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى