المغرب ثامن دولة خطرة على النساء المسافرات بمفردهن

 

خديجة بنيس: صحافية متدربة

احتل المغرب المرتبة الثامنة ضمن قائمة الدول العشرة الأكثر خطورة على النساء المسافرات بمفردهن، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة “وورلد بوبليشن ريفيو” حول أخطر الدول بالنسبة للنساء.

وأشار التقرير إلى أن حوالي 45% من النساء المغربيات يتعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي من شريكهن الحميم، وهي أعلى نسبة ضمن القائمة.

وكشف التقرير أن حوالي 32% من النساء المغربيات يعتقدن أن العنف ضد المرأة مبرر في ظروف معينة، مما جعل المغرب يحتل المرتبة العاشرة من حيث التمييز القانوني ضد المرأة.

وحلل التقرير بيانات 50 دولة، وصنف كل منها وفقاً لثمانية عوامل أساسية، من بينها سلامة النساء في الشوارع، ومعدل جرائم قتل النساء، والعنف الجنسي، والتمييز القانوني، والفجوة بين الجنسين.

وجاءت جنوب إفريقيا في المرتبة الأولى، تلتها البرازيل وروسيا والمكسيك وإيران، بينما جاءت إسبانيا وسنغافورة وإيرلندا ضمن الدول الأكثر أماناً للنساء المسافرات بمفردهن.

تعتبر نتائج تقرير “وورلد بوبليشن ريفيو” حول سلامة النساء المسافرات بمفردهن مقلقة، حيث يبرز المغرب كدولة تعاني من مشاكل خطيرة تتعلق بالعنف والتمييز ضد النساء، مما يعكس حجم التحديات التي تواجهها المرأة في البلاد.

كذلك، فإن اعتقاد 32% من النساء بأن العنف يمكن أن يكون مبرراً في بعض الظروف يعكس ثقافة تحتاج إلى تغيير جذري. هذه النسب تجعل المغرب يحتل مرتبة مرتفعة في قائمة الدول ذات التمييز القانوني ضد المرأة، حيث يبقى هناك نقص في الحماية القانونية الفعالة.

مقتل السائحتين في مراكش قبل عدة سنوات كان بمثابة جرس إنذار حول المخاطر التي قد تواجهها النساء، سواء كن من المغرب أو من الخارج. هذه الحوادث تضع الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز الأمان وحماية النساء، وضرورة العمل على تغيير القوانين والثقافات السلبية.

في هذا السياق، يُعتبر من المهم أن تتضاف الجهود المجتمعية والرسمية لمعالجة هذه القضايا، وتحسين وضع النساء في المغرب، بما يسهم في تعزيز حقوقهن وضمان سلامتهن.

علقت بشرى عبدو، رئيسة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، على أرقام تقرير “وورلد بوبليشن ريفيو” مشيرة إلى أن هذه الإحصائيات قد لا تعكس الواقع بشكل كامل. وأكدت أن المغرب يشهد إقبالاً كبيراً من السياح، سواء كانوا أجانب أو مغاربة، وأن النساء المسافرات لا يواجهن مضايقات أو عنف في المدن المغربية.

وأضافت عبدو أن المغرب عرف تغيرات وتحولات ثقافية مهمة في السنوات الأخيرة، حيث أظهرت المجتمعات المغربية تقبلًا أكبر للتنوع وعدم وجود مكان للعنصرية أو التمييز. هذا التوجه الإيجابي يشير إلى الوعي المتزايد بأهمية حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.

كما أكدت أن النساء المغربيات يرفضن العنف بكل أشكاله، حيث تشهد مراكز الاستماع تدفقاً من النساء اللاتي يسعين للحصول على الدعم والمشورة، مما يدل على وعيهن بحقوقهن ورغبتهن في التغيير.

عبدوا أشارت أيضاً إلى أهمية الدعم المجتمعي والتشريعات التي تعزز حقوق المرأة وتحميها من العنف. وعبرت عن أملها في أن يتم تحسين الظروف القانونية والاجتماعية للنساء في المغرب، لتعزيز المساواة والمواطنة الفعالة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى