المغرب.. دور مهم في تجاوز أزمة الكهرباء الإسبانية

إعلام تيفي

شهدت إسبانيا والبرتغال، أمس الإثنين 28 أبريل، انقطاعا كهربائيا واسعا تسبب في فقدان الشبكة الإسبانية لنحو 15 جيغاواط من القدرة الكهربائية خلال خمس ثوان فقط، وهو ما يعادل 60% من إجمالي الطلب الوطني.

وهذا الانقطاع تسبب في شلل شبه تام لمرافق حيوية، من بينها وسائل النقل والمستشفيات وشبكات الاتصال، وسط حالة من الطوارئ على مستوى البلاد.

وفي خضم هذه الأزمة الطاقية، لعب المغرب دورا محوريا في دعم الشبكة الإسبانية، مستفيدا من الربط الكهربائي الثنائي بين البلدين، المعروف بمشروع “ريمو”، والذي يمتد عبر مضيق جبل طارق.

هذا الربط، الذي تصل طاقته التبادلية الحالية إلى حوالي 1,400 ميغاواط، أتاح نقل الكهرباء من المغرب إلى إسبانيا بشكل سريع، مما ساعد على تقليص آثار الانقطاع والمساهمة في إعادة التيار إلى مناطق واسعة خلال وقت وجيز.

وقد استندت السلطات الإسبانية في تعاملها مع الأزمة إلى مصادر خارجية لتغطية العجز، على رأسها التدفقات الكهربائية القادمة من المغرب وفرنسا، مما ساعد على تسريع وتيرة الاستجابة وإعادة الاستقرار تدريجيا إلى الشبكة الوطنية.

ويمتد الربط الكهربائي المغربي الإسباني على مسافة تناهز 59 كيلومترا، منها 29 كيلومترا تحت البحر، حيث يعتبر نموذجا للتعاون الإقليمي في مجال الطاقة، وقد أثبت مرة أخرى أهميته في مواجهة الحالات الطارئة.

وينظر إلى هذا المشروع كمكون أساسي في الاستراتيجية الطاقية المغربية، كما يشكل دعامة حيوية لأمن الطاقة في إسبانيا، خصوصا مع التزايد المستمر في الاعتماد على مصادر متجددة للطاقة.

ويتوقع أن يعرف المشروع توسعا في قدرته التبادلية لتبلغ 2,000 ميغاواط في المستقبل، مما سيسمح بمزيد من الانسيابية في تبادل الكهرباء، بما في ذلك الطاقة الخضراء المغربية الموجهة نحو أوروبا.

الحادث ألقى الضوء مجددا على أهمية مشاريع الربط الكهربائي العابرة للحدود في تعزيز استقرار الشبكات الإقليمية والدولية، وأبرز المكانة التي بات يحتلها المغرب كمحور طاقي قادر على أداء أدوار استراتيجية في محيطه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى