المغرب وأفريقيا.. شراكة استراتيجية للتنمية والتعاون الإقليمي

خديجة بنيس: صحافية متدربة

عزز المغرب وجوده داخل القارة الأفريقية من خلال مجموعة من الاستراتيجيات والمبادرات التي شملت المجالات الاقتصادية، السياسية، الثقافية، والدبلوماسية، لاسيما وأن المغرب يتمتع بعدة مقومات تعزز قوته الناعمة في أفريقيا، تحت الرؤية الرشيدة للملك محمد السادس الذي لعب دورًا بارزًا وحاسمًا في تعزيز مكانة المغرب كجسر بين أفريقيا والعالم، وقام بمجموعة من المبادرات والجهود التي عززت العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية للمغرب مع القارة الأفريقية والعالم.

ونجد أن الثقافة والتاريخ المشترك بين المغرب والعديد من الدول الأفريقية من بين المقومات التي تعزز حضور المغرب في السياق الافريقي، كما أن الدين والتصوف عزز الروابط الدينية مع أفريقيا، حيث أن المغرب له تأثير كبير في نشر الفكر الصوفي المعتدل داخل القارة، وعمل هذا الفكر على مواجهة الفكر المتطرف في القارة.

وفي هذا الإطار أعطى المغرب أهمية كبيرة للتعليم والتدريب كمقوم أساسي ضمن الإستراتيجية التي تبناها في تعامله مع أفريقيا، من خلال تقديمه منحًا دراسية وبرامج تدريبية للطلاب الأفارقة، مما يعزز العلاقات التعليمية والثقافية بين بلدان المنطقة، ويسعى بشكل دائم للحفاظ على خصوصية الهوية الإفريقية، من خلال تعزيزها وحماية تنوع تعبيراتها الثقافية، التي تزداد غنى بفضل التبادل الثقافي بين البلدان الإفريقية والثقافات الأخرى في العالم.

كما أنه نهج سياسة دبلوماسية نشطة اتجاه الدول الأفريقية من خلال الزيارات الرسمية والمشاركة في المؤتمرات والمنتديات الأفريقية، فمنذ تولي الملك محمد السادس العرش في عام 1999، قام بالعديد من الزيارات الرسمية إلى الدول الأفريقية، حيث زار أكثر من 30 دولة أفريقية، هذه الزيارات أسفرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية في مجالات مختلفة مثل الاقتصاد والتجارة والثقافة.

بالإضافة إلى الاستثمارات الاقتصادية التي قطع المغرب بخصوصها أشواطا كبيرة على عدة مستويات، وأصبح واحدًا من أكبر المستثمرين في أفريقيا، والشركات المغربية سارت على خطى ملك البلاد وساهمت في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول جنوب الصحراء، بعد أن توجهت تحت قيادته الى الاستثمار في قطاعات متعددة في أفريقيا مثل البنية التحتية، البنوك، الاتصالات، والزراعة.

كما لم يدخر المغرب جهدا في مجال مكافحة الإرهاب، ولم يتردد يوما في تبادل خبراته وتكثيف التعاون لمواجهة التطرف الذي يهدد أمن وسلام الدول الإفريقية، ويعمل على تقديم تدريبات على أعلى المستويات للقوات الأمنية، مما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

كل المقومات السالفة الذكر هي مظاهر وتجليات تظهر أن المغرب تجمعه مع القارة السمراء شراكة ثنائية استثنائية متينة، عمل المغرب على تطويرها من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والأمني، وبناء شراكات استراتيجية مع دول القارة للنهوض بالتنمية المستدامة وتحقيق الازدهار المشترك.

زر الذهاب إلى الأعلى