
فاطمة الزهراء ايت ناصر
يستعد المغرب لتحقيق إنجاز تاريخي في قطاع الطاقة مع اقتراب إنتاج الغاز الطبيعي المُسال لأول مرة في تاريخه. تتولى شركة “ساوند إنرجي” البريطانية مهمة بناء محطة لتسييل الغاز المستخرج من حقل “تندرارا” شرق المملكة، حيث من المتوقع أن تبدأ تجارب الإنتاج خلال الصيف المقبل. بينما يُرتقب أن يبدأ الإنتاج التجاري بقدرة 10 ملايين قدم مكعب يوميًا مع نهاية الخريف، على أن ترتفع القدرة الإنتاجية مستقبلًا إلى 40 مليون قدم مكعب يوميًا.
وفي مقابلة مع منصة “الشرق”، أشار غراهام ليون، الرئيس التنفيذي لشركة “ساوند إنرجي”، إلى أن هذا المشروع الطاقي يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز استقلال المغرب الطاقي وتقليل اعتماده على واردات الغاز الطبيعي. يُستخدم الغاز المستورد بشكل أساسي في توليد الكهرباء وصناعات السيراميك والحديد وتجفيف الفوسفات.
وتتضمن الخطة المستقبلية إنشاء خط أنابيب بطول 120 كيلومترًا يربط “تندرارا” بخط الغاز المغاربي الأوروبي بتكلفة تصل إلى 400 مليون دولار. هذا الخط يُعتبر حلاً استراتيجيًا لنقل الغاز للأسواق المحلية والدولية، خاصة بعد انقطاع العلاقات مع الجزائر عام 2021 واعتماد المغرب على الخط العكسي للحصول على إمدادات الغاز من إسبانيا.
وتخطط شركة “ساوند إنرجي” لاستثمار 25 مليون دولار في حفر آبار استكشافية جديدة شرق المملكة واستخدام تقنيات زلزالية حديثة لاستكشاف موارد غازية جديدة. وتهدف هذه الجهود إلى ضمان استدامة الإنتاج على المدى الطويل وتعزيز مساهمة الغاز في تلبية احتياجات المغرب الطاقية.
ويُعد حقل “تندرارا” أكبر حقل غاز بري وأهم مشروع قيد التطوير في المغرب، حيث يمتد على مساحة 133.5 كيلومتر مربع برخصة استغلال تمتد لمدة 25 عامًا منذ عام 2018. تُقدر الموارد الغازية في الحقل بنحو 10.67 مليار متر مكعب، ويُرتقب أن يُسهم في تقليل واردات المملكة من الغاز الطبيعي، الذي تعتمد عليه بشكل كبير لإنتاج الكهرباء، وتجفيف الفوسفات، وصناعة السيراميك والحديد. وأشار غراهام ليون إلى أن بدء الإنتاج من الحقل سيكون خطوة محورية نحو تعزيز الاكتفاء الذاتي الطاقي للمملكة.
من المقرر أن يتم بيع الغاز الطبيعي المسال المستخرج من حقل “تندرارا” لشركة “أفريقيا غاز”، التابعة لمجموعة أكوا المغربية، التي تُعد من أبرز الشركات العاملة في توزيع المحروقات. واستثمرت شركة “ساوند إنرجي” البريطانية، المُطورة للمشروع، أكثر من 160 مليون دولار منذ دخولها السوق المغربية في أعمال التنقيب وتطوير الحقل، مما يُبرز أهمية المشروع كمحرك استراتيجي في تحقيق طموحات المغرب الطاقية.





