
بشرى عطوشي
بدأ ملف الصحراء يدخل مرحلة حاسمة بعدما رفعت الأحزاب السياسية الوطنية الممثلة بمجلسي البرلمان، إلى القصر الملكي مذكراتها حول مبادرة الحكم الذاتي.
وجاء ذلك تنفيذا لمخرجات اجتماع 11 نونبر الماضي، الذي انعقد بأمر من جلالة الملك، وترأسه مستشارو جلالته، السادة الطيب الفاسي الفهري وعمر عزيمان وفؤاد عالي الهمة، مع زعماء الأحزاب الوطنية، والذي خصص، بناء على تعليمات جلالته، لموضوع تحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية.
يذكر أن الأمناء العامين للأحزاب السياسية الوطنية الممثلة بمجلسي البرلمان، سبق أن أشادوا بالمقاربة التشاركية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تفصيل وتحيين مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وشددوا، في تصريحات للصحافة، يوم 11 نونبر الماضي، عقب اجتماع انعقد بأمر من جلالة الملك، وترأسه مستشارو جلالته، السادة الطيب الفاسي الفهري وعمر عزيمان وفؤاد عالي الهمة، مع زعماء الأحزاب الوطنية، خصص، بناء على تعليمات جلالته، لموضوع تحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية، على حرص جلالة الملك الدائم على إعمال المقاربة التشاركية كلما تعلق الأمر بالقضايا الكبرى للبلاد.
منسوب عالي من التكتم لدى الأحزاب
وفي الوقت الذي أعلنت فيه بعض الأحزاب بشكل رسمي عن تقديم مذكراتها، وعلى رأسها حزب التقدم والاشتراكية، وحزب الاستقلال، وحزب الحركة الشعبية، تتعامل فيه أحزاب أخرى بمنسوب عال من التحفظ والتكتم، دون إصدار بلاغات أو توضيحات حول مضمون الوثائق التي رفعتها إلى المؤسسة الملكية.
وعموما لم تكشف الأحزاب عن تصورها ومقترحاتها النهائية المتعلقة بمشروع الحكم الذاتي، وذلك انسجاما مع الطابع السيادي لهذا الملف الحساس.
وستتم دراسة مذكرات الأحزاب السياسية، في أفق تجميع مختلف المقترحات داخل تصور موحد، يُنتظر أن يشكل الأرضية النهائية للصيغة المغربية التي سيتم رفعها إلى الأمم المتحدة خلال الأشهر المقبلة.
ولن تكتفي الديبلوماسية المغربية بالمقاربات الحزبية الداخلية فقط، بل تدرس أيضا عددا من التجارب الدولية المقارنة في مجال الحكم الذاتي والإدارة الذاتية، مع تنسيق سياسي ودبلوماسي وثيق مع حلفاء رئيسيين، على رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا.
وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد دعا إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2797 حول ملف الصحراء الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مؤكدا أنه “لا مكان لتقرير المصير عبر الاستفتاء”.
وفي حوار مع وكالة “إيفي” الإسبانية، على هامش انعقاد الاجتماع الثالث عشر رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، الأسبوع الماضي بمدريد، نفى ناصر بوريطة أن تكون هناك احتمالية إشراف “آلية دولية على تنفيذ الحكم الذاتي بالصحراء”، وقال “أعتقد أنه عندما يتم توقيع الحكم الذاتي سيتم تنفيذه، ولماذا آلية دولية؟ وعلى أي حال هذه مسائل ستناقش في إطار المفاوضات، لكن المغرب يرى أن المجتمع الدولي منحه ثقته من خلال الالتزام بخطة الحكم الذاتي”.





