الملك محمد السادس: “التحول التنموي يمر عبر تغيير العقليات وترسيخ ثقافة النتائج”

إعلام تيفي ـ خطاب
دعا جلالة الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، إلى إحداث تحول عميق في أسلوب تدبير التنمية الترابية، يقوم على تغيير العقليات، واعتماد منهجية جديدة في العمل ترتكز على الفعالية، والنجاعة، وترسيخ ثقافة النتائج.
وأكد جلالته أن التحول الكبير الذي تسعى المملكة إلى تحقيقه في هذا المجال، يستوجب الاعتماد على معطيات ميدانية دقيقة، والاستثمار الأمثل للتكنولوجيا الرقمية، بما يتيح توجيه الجهود نحو تحقيق تنمية متوازنة وشاملة، تحقق العدالة المجالية والاجتماعية في مختلف ربوع البلاد.
وأوضح الملك أن الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية الذي وُجهت الحكومة إلى إعداده، ينبغي أن يترجم إلى مشاريع ملموسة وفعالة، تحقق أثرًا قويًا وسريعًا على حياة المواطنين، في إطار علاقة “رابح – رابح” بين المجالات الحضرية والقروية.
وشدد جلالته على أن القضايا ذات الأولوية في هذه البرامج تتمثل في تشجيع المبادرات المحلية والأنشطة الاقتصادية، وتوفير فرص الشغل للشباب، والنهوض بقطاعات التعليم والصحة، وتأهيل المجال الترابي، داعيا إلى محاربة كل الممارسات التي تهدر الوقت والموارد وتضعف مردودية الاستثمار العمومي.
وفي هذا السياق، وجه الملك محمد السادس الدعوة إلى منح عناية خاصة للمناطق الأكثر هشاشة، وفي مقدمتها مناطق الجبال والواحات، عبر وضع سياسة عمومية مندمجة تراعي خصوصياتها ومؤهلاتها الطبيعية والبشرية، مؤكدا أن تحقيق تنمية منسجمة يمر عبر التضامن الفعلي بين مختلف الجهات والمناطق.
ودعا جلالته إلى التفعيل الأمثل لآليات التنمية المستدامة للسواحل الوطنية، من خلال تنزيل القانون والمخطط الوطني الخاص بالساحل، بما يضمن التوازن بين التنمية المتسارعة لهذه الفضاءات ومتطلبات حمايتها البيئية، ويساهم في بناء اقتصاد بحري وطني يخلق الثروة وفرص الشغل.
وأكد الملك على أهمية توسيع نطاق المراكز القروية لتصبح فضاءات لتدبير التوسع الحضري، والحد من انعكاساته السلبية، مع تقريب الخدمات الإدارية والاجتماعية والاقتصادية من سكان العالم القروي، في أفق بناء مغرب متوازن ومتماسك في كل جهاته.