الملك محمد السادس في خطاب العرش: لا مكان لمغرب بسرعتين.. وآن الأوان لإنصاف المناطق الهشة
اعلام تيفي

ل.شفيق-اعلام تيفي
في خطاب وطني مؤثر، ألقاه بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلائه العرش، رسم الملك محمد السادس ملامح رؤية استراتيجية واضحة لمستقبل المغرب، تقوم على ركيزتين أساسيتين: تعزيز التنمية الاقتصادية، وترسيخ العدالة الاجتماعية والمجالية، بما يضمن عدم ترك أي منطقة على هامش مسار التقدم.
وأكد الملك، في خطابه الذي تزامن مع عيد العرش المجيد، أن هذه المناسبة لا تقتصر فقط على رمزية البيعة وتجديد الولاء، بل تمثل فرصة حقيقية لمراجعة المنجزات، وتقييم السياسات العمومية من منطلق أثرها المباشر على معيش المواطنين.
◾ اقتصاد قوي.. لكن غير كافٍ إن لم ينعكس على المواطن
الملك شدد على أن المملكة استطاعت خلال السنوات الأخيرة، ورغم توالي سنوات الجفاف، الحفاظ على استقرار الماكرو-اقتصاد وتحقيق نسب نمو منتظمة، لا سيما في القطاع الصناعي، الذي شهد منحى تصاعديًا يؤكد نجاعة السياسات التنموية في هذا المجال. وأشار إلى أن المغرب، باعتباره شريكًا موثوقًا على الساحة الدولية، يواصل تنويع علاقاته الاقتصادية والانفتاح على أسواق جديدة.
وفي هذا السياق، نوه العاهل المغربي بمشروع تمديد شبكة القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش، باعتباره واحدًا من رموز البنية التحتية الحديثة التي تعكس دينامية المغرب المتصاعد.
◾ التنمية يجب أن تصل إلى الجميع
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، لم يُخفِ الملك محمد السادس قلقه من استمرار الفوارق بين المناطق، قائلاً إن التنمية لا تكتمل إلا إذا شعر بها المواطن في جميع الجهات، وبخاصة في المناطق القروية والهامشية التي ما زالت تواجه مظاهر الفقر والهشاشة.
وأضاف جلالته أن “مغرب اليوم لا يمكن أن يقبل بمنطق السرعتين”، في إشارة واضحة إلى ضرورة القضاء على الفجوة المجالية والاجتماعية التي تعيق التوازن والتكافؤ بين الجهات.
وفي هذا الإطار، جدد العاهل حرصه على مواصلة مشاريع الدعم الاجتماعي المباشر للأسر المستحقة، وعلى رأسها تلك المقيمة في القرى والمناطق النائية، مؤكدًا أن التنمية البشرية ستظل في صلب الأولويات الوطنية.
◾ رؤية ملكية متجددة لعدالة شاملة
خطاب الملك لم يكن فقط استعراضًا لحصيلة ربع قرن من الإصلاحات، بل شكل أيضًا خارطة طريق جديدة عنوانها: لا تنمية بدون إنصاف مجالي واجتماعي، في تجسيد واضح لفلسفة الحكم القائم على التوازن بين الاقتصاد المنتج والمجتمع المتضامن.
وفي ختام الخطاب، حملت كلمات الملك محمد السادس دعوة صريحة لكل الفاعلين والمؤسسات لمضاعفة الجهود، من أجل مغرب موحد لا يترك أحدًا خلف الركب، مغرب لا يسير بسرعتين، بل بخطى جماعية نحو مستقبل أفضل للجميع.





