المواكبة النفسية للتلميذ..تعزيز الثقة بالنفس وبناء شخصية قوية

خديجة بنيس: صحافية متدربة
يعتبر الوسط المدرسي مجالًا للتربية بامتياز، حيث تتجاوز وظيفته تقديم المعرفة والمعلومات للتلاميذ إلى صقل شخصيتهم وتزويدهم بالخبرات الحياتية اللازمة لمواجهة تحديات الحياة بشكل إيجابي.
المدرسة يجب أن تكون مكانًا محببًا للتلاميذ، لا مكانًا يهربون منه، لضمان نجاح العملية التعليمية بشكل كامل.
في هذا السياق، تبرز أهمية المواكبة النفسية في تعزيز حب التلميذ للمدرسة وجعله مستعدًا لها.
الدعم النفسي يساعد التلميذ على التكيف بشكل إيجابي مع البيئة المدرسية، مما ينعكس على تحصيله الدراسي ويعزز ثقته في نفسه، هذا التأثير الإيجابي لا يقتصر على الجانب التعليمي فقط، بل يمتد ليشمل نموه الشخصي وقدرته على المضي قدمًا في حياته بثقة أكبر.
ارتباطا بالموضوع، أكد بوشعيب الباز متخصص في التحليل النفسي والاضطرابات النفسية على أهمية انطلاق الموسم الدراسي بشكل إيجابي وسليم، حيث أن انطلاقة التلميذ بطاقة إيجابية تؤثر بشكل كبير على نتائجه في نهاية السنة. المدرسة، حسب رأيه، هي فلسفة اجتماعية وضعتها المجتمع كفضاء للتعلم والتنظيم وتوزيع القدرات البشرية، وليس شيئًا فطريًا للتلميذ.
التلميذ قد يواجه صعوبة في التكيف مع المدرسة، مما قد يؤدي إلى اكتئاب أو صدمة. لذلك، يلعب الدعم النفسي دورًا مهمًا في مساعدة التلاميذ على التأقلم مع نظام المدرسة.
المواكبة النفسية تساعد التلميذ على الدخول الدراسي بشكل سلس، مشابهًا لانطلاقة العداء في سباق الـ100 متر، حيث تحدد البداية نتائج النهاية.
وأضاف الأخصائي النفسي أنه من البديهي أن يواجه التلميذ صعوبة في العودة إلى المدرسة بعد عطلة طويلة، حيث قد يرفض الذهاب بسبب التغيرات في الروتين اليومي أو التوتر من العودة للدراسة. في هذا السياق، يلعب كل من الأسرة والمدرسة دورًا حيويًا في تسهيل هذه العودة وجعلها تجربة إيجابية.
الأسرة يمكنها تحضير التلميذ نفسيًا للعودة إلى المدرسة من خلال التحدث عن إيجابيات العودة ودعمه وتشجيعه. بينما المدرسة يجب أن تستقبل التلميذ وتتبنى طرقًا تدريجية للتأقلم، مثل التخفيف من الضغط المدرسي في الأيام الأولى وتنظيم أنشطة اجتماعية تساهم في تسهيل عملية التأقلم.وفق الدكتور الباز
كما أن المواكبة النفسية تساعد التلميذ على بناء شخصيته، وتجعله أكثر التزامًا. المدرسة تسعى لبناء شخصية التلميذ ليصبح فردًا مؤثرًا في المجتمع، والمواكبة النفسية تساهم في خلق استقرار نفسي يساعد على تحفيز الذاكرة والحوافز، ويقلل من الإحباط والصدمة المرتبطة بالدخول المدرسي.