حموش ل”إعلام تيفي”: “غياب النقل المدرسي بالمناطق الجبلية يهدد الحق في التعليم”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكدت غزلان حموش، عضو المكتب السياسي للحزب المغربي الحر، أن غياب النقل المدرسي بالمناطق الجبلية بإقليم تزنيت يمثل أحد أبرز العوائق التي تهدد الحق الأساسي للتلاميذ في التعليم، مشيرة إلى أن هذه الإشكالية تكشف مدى التخبط في تدبير المشاريع العمومية المتعلقة بالتعليم خلال الفترة 2022-2026.
وأوضحت حموش ل”إعلام تيفي” أن مسؤولية النقل المدرسي تقع على عاتق المجالس الإقليمية، لكنها غالباً ما تفوض هذا الاختصاص للجمعيات المحلية، مع ربط الخدمة بمقابل مادي يثقل كاهل الأسر الفقيرة، خصوصاً الأسر متعددة الأبناء والمحدودة الموارد. واعتبرت أن هذا النهج يشكل إخلالاً بالحقوق الأساسية للتلاميذ.
وأبرزت أن التلاميذ في بعض الجماعات يضطرون للسفر لمسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم الابتدائية، ما يضطرهم للاستيقاظ في ساعات مبكرة جداً، وأحياناً يصلون إلى المدرسة في وقت متأخر، وهو ما يضعف فرصهم في متابعة دراستهم بفعالية.
وطرحت حموش تساؤلاً حول جدوى سياسة المدارس الجماعاتية، متسائلة عن مدى قدرتها على تحسين الوضع التعليمي وتأمين تكافؤ الفرص للتلاميذ.
وأكدت المسؤولة الحزبية أن هذه السياسة فشلت في تحقيق أهدافها، مشيرة إلى حالات تلاميذ لم يتمكنوا من اجتياز امتحانات البكالوريا بسبب عدم توفر وسائل النقل الملائمة، وهو ما يعكس قصور المجالس الإقليمية في أداء مسؤولياتها.
وأضافت: “هذا الموضوع لم يُحسم بعد، وما زال يعاني من العديد من المشاكل البنيوية”.
ولم يقتصر الحديث على النقل المدرسي فقط، بل تناولت حموش أيضاً قضية الأقسام المشتركة، حيث يدرس فيها تلاميذ من مستويات مختلفة داخل قسم واحد، وهو ما يؤثر سلباً على جودة التعليم.
كما أشارت إلى التحديات المتعلقة بدمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل مرضى التوحد، في أقسام عادية غير مجهزة للتعامل مع الحالات الخاصة، وهو ما اعتبرته تهرباً من المسؤولية الحكومية تجاه هذه الفئة.
وشددت حموش على أن ترتيب المغرب في المؤشرات التعليمية الدولية يعكس بوضوح الأزمة الحالية، مؤكدة أن الوضع التعليمي في المناطق الجبلية والقروية يحتاج إلى مراجعة شاملة للسياسات العمومية، وضمان إرادة حقيقية لإصلاح منظومة التعليم، وتوفير ظروف ملائمة تُمكّن جميع التلاميذ من حقهم الدستوري في تعليم جيد ومنصف.





