الناصري يطالب المحكمة بمواجهة مباشرة مع لطيفة…

اسكوبار الصحراء

الدار البيضاء – عاشت محكمة الاستئناف بالعاصمة الاقتصادية، اليوم الجمعة، لحظة جديدة من الترقب والشد العصبي، خلال جلسة من محاكمة سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي والقيادي السياسي البارز السابق في حزب الأصالة والمعاصرة، وذلك في إطار القضية المعروفة إعلاميًا بـ”إسكوبار الصحراء”، التي تضم أكثر من 40 متهماً بتهم ثقيلة تتراوح بين التزوير والاتجار الدولي في المخدرات.

الجلسة، التي خيّم عليها توتر واضح، شهدت تطورات مفاجئة حين التمس الناصري من هيئة المحكمة استدعاء الفنانة المغربية لطيفة رأفت، والنائب البرلماني عبد الواحد شوقي، إضافة إلى المتهم الرئيسي في الملف، الحاج أحمد بن إبراهيم، المعروف بلقب “إسكوبار الصحراء”، لإجراء مواجهة مباشرة معهم. الناصري وصف هذا الطلب بأنه “محوري” لفك رموز القضية وتوضيح اللبس القائم حول مجموعة من الوقائع.

ردّ المحكمة جاء حازمًا، حيث لم يتردد القاضي علي الطرشي في ضبط إيقاع الجلسة، حين وجه تنبيهاً صارماً للناصري بعد تجاوزه سياق الاستجواب، قائلاً بلهجة قاطعة: “هل تريد تسيير الجلسة؟ احترم المحكمة، المحكمة هي الجهة التي تسير الجلسة”. هذه الملاحظة فتحت فصلاً جديدًا من الحزم في تسيير الملف الذي أثار ولا يزال يثير اهتمامًا إعلاميًا واسعًا.

وفي معرض استجوابه، نفى الناصري بشكل قاطع المزاعم المتعلقة بتسلمه مبلغ 15 مليون درهم من “إسكوبار الصحراء”، مشككًا في صحة رواية تسليم المبلغ داخل مطعم فاخر بالدار البيضاء، وأكد أن هذا الأخير لم يكن موجودًا في الفترة المشار إليها، ما اعتبره دليلاً على “تلفيق وتناقض في المعطيات”.

كما دحض الناصري مضامين محاضر الضابطة القضائية التي نقلت عن الفنانة لطيفة رأفت قولها إنها تعرفت عليه خلال مهرجان زاكورة عام 2013، مبرزًا أن تصريحاتها حول فيلا “كاليفورنيا” – التي ورد أنها كانت مكانًا للسهرات واستهلاك المخدرات – غير دقيقة، حيث قال إن رأفت كانت تقيم فيها برفقة زوجها السابق، “إسكوبار الصحراء”، وأن التواريخ المضمنة في المحاضر الرسمية تتضمن تناقضات واضحة.

من جانبه، اعتبر المحامي امبارك المسكيني، عضو هيئة دفاع الناصري، أن “الملف يعج بوقائع غير متجانسة وملتبسة”، مشيرًا إلى أن سير المحاكمة يتطلب مراجعة عميقة نظرًا لتشابك العلاقات بين الأطراف المتورطة وارتباط القضية بأسماء وازنة في الساحة السياسية والفنية.

تبقى الأيام المقبلة حاسمة في مسار هذا الملف القضائي الذي يمزج بين السياسة، الفن، والمال، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول خيوط شبكة معقدة بدأت تتكشف تدريجيًا أمام أعين الرأي العام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى