الهدوء ينكسر.. شباب “جيل Z” يستعد لجولة جديدة من الوقفات الاحتجاجية

حسين العياشي
بعد أسبوع من السكون الحذر، تعود حركة “جيل Z” المغربية إلى الواجهة بقوة، معلنة عن جولة جديدة من التعبئة. فقد وجّهت الحركة نداءً واسعاً إلى الشباب والمواطنين للمشاركة في وقفات احتجاجية سلمية مرتقبة يوم السبت 18 أكتوبر، للمطالبة بإصلاحات عميقة تمس قطاعات الصحة والتعليم والحكامة العمومية. الرسالة التي بثّها القائمون على الحركة عبر صفحاتهم الرسمية كانت حاسمة وواضحة: لا مجال للتراجع قبل تحقيق المطالب التي يرونها”شرعية ومصيرية” لمستقبل البلاد.
هذا النداء، يأتي بعد سلسلة أولى من الاحتجاجات التي شهدتها مدن المملكة، والتي عكست حجم الزخم الشعبي الذي تمكنت هذه الحركة الرقمية من خلقه على الأرض. ومع عودتها إلى الشارع، يبدو أن “جيل Z” مصمم على تصعيد تحركاته، مع التمسك التام بنهج سلمي مدني يهدف إلى إيصال الصوت لا إلى المواجهة.
إلى جانب المظاهرات، أعلنت الحركة عن استمرار حملة المقاطعة الاقتصادية التي سبق أن أطلقتها، مع تأكيد نيتها توسيع نطاقها تدريجياً. ومن المنتظر أن تكشف لاحقاً عن تفاصيل المنتجات والخدمات المستهدفة، إضافة إلى آليات تنفيذ الحملة، في خطوة تهدف إلى الضغط من أكثر من جبهة. كما أشارت إلى أشكال أخرى من التعبئة الميدانية ستُفعّل بالتوازي “لجعل أصواتنا مسموعة”، على حد تعبير البيان.
مطالب الحركة لم تتغير، بل ازدادت وضوحاً: تعليم عمومي ذو جودة عالية، ونظام صحي متاح يضمن الكرامة للجميع، ومحاربة الفساد بكل أشكاله، وترسيخ مبدأ المحاسبة الحقيقية. وفي قلب هذه المطالب تبرز قضية يعتبرها الناشطون أساسية وغير قابلة للتفاوض، وهي الإفراج الفوري عن جميع معتقلي الرأي.
نشأة حركة “جيل Z” من رحم الفضاء الرقمي جعلت منها نموذجاً جديداً للانخراط السياسي والاجتماعي في المغرب. فهي حركة متصلة، منظمة، وواعية بأدوات العصر، تسعى لفرض نفسها كقوة مؤثرة في تحديد أولويات النقاش الوطني، والدفع نحو بناء مجتمع أكثر عدلاً وشفافية.
مع اقتراب موعد 18 أكتوبر، يلوح في الأفق مشهد جديد لحراك شبابي متجدد، جيل لا يكتفي بالتعبير عن الغضب بل يحوّله إلى فعل جماعي مستمر. إنها رسالة واضحة من جيل متصل بالعالم، يعلن أنه لم يقل بعد كلمته الأخيرة، وأن زمن تجاهل صوته قد ولّى.