اليحياوي ل”إعلام تيفي” :”النسخ الرقمية للأموات تربك الدماغ وتعيق تقبل الفقدان”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أكدت الأخصائية النفسانية ياسمين اليحياوي أن استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة صور وأصوات وتصرفات أشخاص رحلوا عن الحياة، قد يمنح بعض الأفراد شعوراً مؤقتاً بالراحة، إذ يشعرون وكأنهم استرجعوا أحبّتهم من جديد.

وكشفت المتحدثة ل”إعلام تيفي” أن هذا الإحساس، وإن بدا مطمئناً في البداية، فإنه يحمل مخاطر نفسية عديدة، من بينها إطالة أمد الحزن، ومنع الشخص من تقبّل فكرة الفقدان، بل وقد يخلق نوعاً من التعلق المرضي أو ما يشبه الإدمان العاطفي على الوهم.

وأوضحت اليحياوي أن هذه الوسائل لا تساعد على تجاوز الألم النفسي بقدر ما تُعمّق الارتباط بأشخاص لم يعودوا موجودين في الواقع، ما يربك الدماغ ويفقده التمييز بين الذكرى الماضية والواقع الحاضر.

وأضافت أن الإنسان يحتاج، بطبيعته، إلى المرور بمراحل معينة ليتقبل الفقدان، ويعيد ترتيب ذكرياته ضمن إطار الماضي حتى يتمكن من التكيف الطبيعي مع حياته اليومية.

وشددت الأخصائية على أن خلق نسخ رقمية تُجيب بالصوت والصورة كما لو كان الشخص الميت موجوداً، يؤثر بشكل مباشر على الذاكرة وطريقة معالجة الأفكار، ويعيق عملية التقبل الضرورية لاستمرار الحياة بشكل متوازن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى