اليوسفي:”المواد المضبوطة في خلية احد السوالم تدخل في صناعة العبوات المتفجرة الأكثر فتكًا”

فاطمة الزهراء آيت ناصر
كشف عبد الرحمن اليوسفي العلوي، والي الأمن ورئيس القسم التقني وتدبير المخاطر بالشرطة القضائية، عن تفاصيل دقيقة تتعلق بتفكيك خلية إرهابية كانت تستعد لتنفيذ عمليات تخريبية باستخدام عبوات متفجرة تقليدية الصنع.
وأوضح المسؤول خلال ندوة صحفية نظمها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن عملية التفتيش التي قامت بها الفرق المختصة التابعة للمكتب، والمدعومة بتقنيي مسرح الجريمة، أسفرت عن حجز مجموعة من المواد الكيميائية والأدوات والآليات المشبوهة داخل منازل الأشخاص الموقوفين.
وأكد رئيس القسم التقني انه تم إرسال المحجوزات إلى المختبر الوطني للشرطة العلمية، التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، لإجراء الخبرات التقنية والعلمية اللازمة.
وأثبتت التحاليل أن المواد المضبوطة تندرج ضمن ثلاثة أقسام رئيسية، أولها المواد الكيميائية التي تشمل نترات الأمونيوم وبيكربونات الصوديوم وكلوريد الصوديوم وحمض الهيدروكلوريك وأوكسيد الكلور والكبريت، إضافة إلى الكبريت المجهري بنسبة 99% وماء الأكسجين أو البيروكسيد الهيدروجيني وأكسجين الأسيتون ومادة الوايت سبيريت والكحول الميثيلي، إلى جانب مسحوق الفحم ومسحوق السكر وسم “الأنوغ”، وهو سم قاتل. وبينت الخبرة أن هذه المواد تدخل في تصنيع العبوات المتفجرة التقليدية، والتي قد تكون أشد فتكًا من بعض المتفجرات الأخرى.

أما القسم الثاني، كشف المسؤول أنه يتعلق بالمعدات والأدوات التي تستخدم في تحضير العبوات، والتي ضُبطت داخل منازل المشتبه بهم، وتشمل أنابيب PVC التي تُستخدم كأوعية لحشو المتفجرات، بالإضافة إلى بطاريات وأسلاك كهربائية تُستعمل في إعداد الدوائر الكهربائية الخاصة بالعبوات، وأسلاك التلحيم والشريط اللاصق الذي يُستخدم في تثبيت المكونات المختلفة لهذه العبوات.
وحسب نفس المصدر تم العثور على مجموعة من المسامير الحديدية التي يتم وضعها داخل المتفجرات بهدف زيادة فتكها وإحداث أكبر عدد ممكن من الإصابات والوفيات، بالإضافة إلى سم الفئران، الذي يُضاف إلى العبوات المتفجرة لجعلها أكثر خطورة، خصوصًا بالنسبة للمصابين من الضحايا.
أما القسم الثالث، فقد ضم المعدات التقنية التي تم العثور عليها في أماكن التفتيش، والتي تؤكد أن الخلية كانت على وشك تنفيذ مخططها ومن بين هذه المعدات آلة إلكترونية للقياس المتعدد، تُستخدم في قياس كثافة وقوة التيار الكهربائي، مما يُساعد على ضبط المكونات الكهربائية للعبوات المتفجرة، بالإضافة إلى ميزان إلكتروني يُستخدم في وزن المواد الكيميائية بدقة أثناء تحضير الخلائط المتفجرة، حسب اليوسفي العلوي.

وكشف المتحدث أن نتائج الخبرة العلمية أظهرت أن هذه الخلية الإرهابية كانت تمتلك جميع العناصر اللازمة لصناعة عبوات متفجرة مختلفة من حيث التركيبة الكيميائية والحساسية والخطورة، وكذلك من حيث القوة التدميرية ومدى الضرر الذي يمكن أن تخلفه في حالة التفجير. كما أن إضافة المسامير الحديدية وسم الفئران إلى العبوات تؤكد نية أفراد الخلية إلحاق أكبر قدر ممكن من الضحايا، سواء بالقتل المباشر أو من خلال التأثيرات السامة للمواد التي تمت إضافتها.
وأشار اليوسفي إلى أن هذه المواد، رغم أنها تُستخدم بشكل طبيعي في مجالات الفلاحة والصناعة والطب، إلا أن العناصر الموقوفة قامت بتحويلها إلى أدوات للدمار والتخريب، مما يعكس خطورة المخطط الذي كانوا يعتزمون تنفيذه. وأضاف أن الخطر الحقيقي يكمن في توفر جميع المعدات والمواد الضرورية لتنفيذ هذه العملية الإرهابية، وهو ما يشير إلى أن مرحلة التنفيذ كانت قريبة جدًا.

وشدد والي الأمن على أن إحباط هذا المخطط جاء نتيجة لليقظة الأمنية العالية والتنسيق المحكم بين المصالح المختصة، خصوصًا المخابرات التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، التي لعبت دورًا محوريًا في الكشف عن هذه الخلية وإجهاض مشروعها الإرهابي. كما أكد أن الأجهزة الأمنية مستمرة في جهودها الاستباقية لمواجهة كل التهديدات التي تستهدف أمن الوطن وسلامة المواطنين، من خلال تعزيز عمليات الرصد والمتابعة لكل الأنشطة المشبوهة التي قد تشكل خطرًا على الاستقرار.





