
إعلام تيفي -بلاغ
يخلّد المغرب سنويًا اليوم الوطني للمهاجرين احتفاءً بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، وهي مناسبة تدعو من خلالها المنظمة الديمقراطية للشغل إلى الإسراع في تفعيل بنود الدستور والإصلاحات الملكية ذات الصلة بقضايا مغاربة العالم والعمال المهاجرين.
وفي بلاغ لها، اعتبرت المنظمة أن هذا الاحتفال، الذي أقره صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2003، يُعدّ تكريمًا للجالية المغربية المقيمة بالخارج، وتثمينًا لمساهماتها القيّمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإنعاش الاقتصاد الوطني، وخلق فرص الشغل.
وشددت المنظمة على أن اليوم الوطني للمهاجر يمثل فرصة لتعزيز الروابط مع مغاربة العالم، واستحضار التحديات التي يواجهونها داخل الوطن وخارجه، لا سيما في ما يتعلق بالمساطر الإدارية، وضمان حقوقهم القانونية والاجتماعية.
وأبرزت المنظمة أن الجالية المغربية تحظى بمكانة دستورية رفيعة، حيث نصّت الفصول 16 و17 و18 من دستور المملكة على ضمان حقوق المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج، في ما يخص المشاركة في الانتخابات ترشحًا وتصويتًا، والمساهمة الفاعلة في المؤسسات الوطنية وهيئات الحكامة.
لكن، وبالرغم من وضوح الإرادة السياسية، والرؤية الملكية الإصلاحية، تسجّل المنظمة استمرار تجميد تفعيل هذه المقتضيات الدستورية منذ أكثر من 14 سنة، ما يؤثر سلبًا على وضعية الجالية ويُقوّض طموحاتها في المساهمة الفعلية في بناء الوطن.
وفي السياق ذاته، أكدت المنظمة أن مغاربة العالم يُعدّون شركاء استراتيجيين للمملكة، إذ تجاوزت تحويلاتهم المالية 100 مليار درهم خلال السنوات الخمس الأخيرة، إلى جانب مساهمتهم بحوالي 50% من عائدات السياحة.
لكنها نبهت في المقابل إلى أن ما لا يزيد عن 10% فقط من هذه التحويلات تُوجَّه نحو الاستثمار، مقابل 60% للاستهلاك الأسري، و25% للادخار، وهو ما يعكس، بحسب البلاغ، غياب بيئة مشجعة ومحفزة للاستثمار من طرف الجالية.
وأوضحت المنظمة أن عمال الجالية يعانون من اختلالات قانونية وإدارية، تفرض عليهم التنقل المتكرر إلى المغرب من أجل إتمام إجراءاتهم، وحماية حقوقهم، في ظل ارتفاع تكلفة السفر التي تمنع الكثيرين من زيارة وطنهم بانتظام.
ودعت المنظمة، في هذا الصدد، إلى التحرك العاجل لتسريع وتيرة الإصلاح، وضمان حق الجالية في التصويت والترشح، وتبسيط الإجراءات الإدارية والتقنية، وتشجيع الاستثمار، والاهتمام بالمغاربة العائدين نهائيًا إلى أرض الوطن، إلى جانب حماية حقوق العمال والعاملات من الانتهاكات والاعتداءات التي تطالهم في عدد من الدول.
ويُشار إلى أن احتفالات اليوم الوطني للمهاجر كانت تُنظّم بين سنتي 2003 و2014 على المستوى المركزي فقط، بحضور عدد من أفراد الجالية المغربية، قبل أن يتم، ابتداءً من سنة 2015، توسيع نطاقها لتشمل مختلف ولايات وعمالات وأقاليم المملكة، من خلال تنظيم لقاءات وورشات موضوعاتية بمشاركة ممثلين عن مختلف القطاعات والمؤسسات.





