انسحاب المنصوري يفضح غضب سكان بين القشالي وهشاشة العلاقة مع المسؤولين

فاطمة الزهراء ايت ناصر

في مشهد مثير وغير مسبوق، غادرت فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش ووزيرة إعداد التراب الوطني والإسكان، قاعة مجلس جماعة مراكش بعد أن اقتحم العشرات من سكان حي بين القشالي الجلسة، ليحولوا الاجتماع الرسمي إلى منصة غضب شعبي مفتوحة أمام المسؤولين، هذا الانسحاب المفاجئ جاء بعد انفجار شعور السكان بالتهميش والإقصاء، ورفضهم لأي حلول مؤقتة أو تجميلية لمعاناتهم، خاصة المتضررين من برامج إعادة الهيكلة والترحيل وضحايا زلزال الحوز.

وتحولت الجلسة إلى فضاء صاخب، اختلطت فيه الشعارات بالدموع، ليسقط الحاجز البروتوكولي بين المسؤول والمواطن، ورغم محاولات السيطرة على الوضع، وجدت الوزيرة نفسها في مواجهة مباشرة مع واقع لم تعد التصريحات الرسمية قادرة على تغليفه، انسحاب المنصوري، وفق مراقبين، مثل صدمة قوية وأظهر غياب مهارات الإنصات والتحمل لدى ما يعرف بالمرأة الحديدية.

هذا الحدث ليس حالة معزولة، بل يعكس أزمة أعمق تعيشها الحكومة الحالية، التي بدأت تفقد الكثير من رصيدها الشعبي نتيجة تراكم الإحباط الاجتماعي والتهميش الذي يشعر به المواطنون في العديد من الأحياء، لا سيما المناطق المتضررة من مشاريع إعادة الهيكلة وكوارث الطبيعة.

وفي افتتاح دورة أكتوبر لمجلس جماعة مراكش، حاولت المنصوري التعليق على أحداث الشغب والتخريب التي رافقت احتجاجات حركة جيل زيد، مؤكدة أن الاحتجاج السلمي حق مشروع ومكفول دستوريا، لكن ما شهدته بعض الأحياء تجاوز حدود التعبير السلمي إلى أعمال أضرت بصورة المدينة وسمعتها الاقتصادية والسياحية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى