بحر طنجة يلفظ جثة قاصر ويعيد النقاش حول مأساة الغرق

حسين العياشي

استيقظت طنجة صباح الأحد 31 غشت على فاجعة جديدة، بعدما لفظ البحر جثة قاصر لا يتجاوز عمره 17 سنة بشاطئ ميتراكاز. الشاب كان قد اختفى منذ يوم الجمعة الماضي أثناء سباحته، قبل أن تتحول رحلة استجمام إلى مأساة انتهت بانتشال جثته من طرف فرق الوقاية المدنية، ونقلها إلى مستودع الأموات بمستشفى الدوق دو طوفار، في انتظار استكمال الإجراءات وتسليمها لعائلته المكلومة.

هذه الحادثة تأتي بعد يومين فقط من واقعة مشابهة في منطقة الكاريان، حيث فقد شاب آخر، يبلغ من العمر 19 سنة، حياته غرقًا، لتسجل المدينة في ظرف وجيز حالتين مأساويتين تهزّان قلوب الأسر الطنجاوية وتلقيان الضوء على معضلة متكررة كل صيف.

يقول أحد أفراد أسرة الضحية بنبرة حزينة: «خرج ابني للسباحة مع أصدقائه، ولم نكن نعلم أنها المرة الأخيرة التي نراه فيها حيًا… البحر ابتلع أحلامه وأعاده إلينا جثة هامدة». شهادة تختزل مأساة إنسانية تتكرر في بيوت كثيرة خلال فصل الصيف.

وحسب معطيات صادرة عن المديرية العامة للوقاية المدنية، فإن معظم حالات الغرق تُسجل في الشواطئ غير المجهزة أو غير المحروسة، حيث يغامر شباب وأطفال بالنزول إلى البحر بعيدًا عن أعين رجال الإنقاذ. وتشير الأرقام إلى منحى تصاعدي لحوادث الغرق في السنوات الأخيرة، وهو ما تعتبره الهيئات المختصة ناقوس خطر حقيقي يستدعي التحرك.

في هذا السياق، توصي الوقاية المدنية بعدة إجراءات وقائية لتجنب هذه الكوارث، من أبرزها:

  • تجنب السباحة في الشواطئ غير المحروسة.

  • عدم المغامرة بالسباحة في المناطق الصخرية أو ذات التيارات القوية.

  • مراقبة الأطفال وعدم تركهم يسبحون بمفردهم.

  • احترام تعليمات رجال الإنقاذ والإشارات التحذيرية المرفوعة على الشواطئ.

ويبقى السؤال مطروحًا بإلحاح: إلى متى ستظل هذه المآسي تتكرر صيفًا بعد صيف؟ وهل يكفي نشر التحذيرات والتوصيات، أم أن الأمر يتطلب استراتيجيات محلية أكثر صرامة لضمان سلامة المصطافين، حتى لا يتحول البحر من فضاء للفرح إلى مصدر للأحزان؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى