برادة: العنف داخل المؤسسات التعليمية مرتبط بالهدر المدرسي والتلاميذ ضحايا الضغط النفسي

إيمان أوكريش

حظيت جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، أمس الإثنين 28 أبريل، بحصة مهمة من النقاش حول تصاعد ظاهرة العنف داخل المؤسسات التعليمية.

ووجهت أربعة فرق برلمانية انتقادات لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، سعد برادة، مطالبة بإجابات واضحة بخصوص الإجراءات المتخذة للحد من هذه الظاهرة المقلقة.

واستهل فريق الأصالة والمعاصرة سلسلة الأسئلة بسؤال حول سبل الحد من العنف والانحراف داخل الفضاء المدرسي.

وفي السياق نفسه، طرح الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية سؤالا حول مدى نجاعة “المجهودات المبذولة للقضاء على العنف في المدارس”، بينما اختار الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي تسليط الضوء على تفشي الظاهرة، في حين ركز الفريق الحركي على العنف داخل المؤسسات التعليمية تحديدا.

وفي رده على هذه الأسئلة، أعرب الوزير برادة عن أسفه لما عرفته الساحة التعليمية مؤخرا من حوادث عنف، أبرزها وفاة أستاذة بمؤسسة للتكوين المهني، مشيرا إلى أن الوزارة لاحظت تزايدا في حالات العنف، بغض النظر عن عددها، مما استدعى اعتماد سلسلة من التدابير لمواجهة الوضع.

وربط الوزير بين العنف والهدر المدرسي، موضحا أن التلميذ غير المنخرط في العملية التعليمية غالبا ما يعاني من اضطرابات نفسية تدفعه إلى السلوك العنيف، مشددا على ضرورة تحسين ظروف التمدرس.

وأضاف أن جزءا كبيرا من التلاميذ يعجزون عن متابعة الدروس بشكل طبيعي، مما يجعلهم يشعرون بالإقصاء داخل القسم.

وأشار إلى أن بعض مؤسسات الريادة نجحت في تقليص معدلات العنف عبر إدماج أنشطة موازية كالرسم والموسيقى والرياضة والسينما، مبرزا أن الوزارة أنشأت خلايا لتتبع الهدر المدرسي، خاصة وأن الدراسات تشير إلى أن ما بين 15 و20 في المائة من التلاميذ مهددون بترك الدراسة، موضحا أن المتابعة الفردية كشفت أن الضغط النفسي هو السبب الأساسي وراء نية المغادرة.

وفي إطار مواجهة العنف المدرسي، أشار إلى أن بعض المؤسسات جهزت بكاميرات مراقبة، منها من تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، لتمكين الأطر الإدارية من التدخل السريع عند وقوع حالات عنف.

كما أثنى الوزير على جهود مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي في تأمين محيط المؤسسات التعليمية، لا سيما في التعامل مع تلاميذ سابقين غادروها ويشكلون مصدر تهديد للمتعلمين الحاليين.

وختم برادة بالتأكيد على أن وزارته عملت على تكوين أكثر من 4 آلاف إطار تربوي في مجالات الوساطة والإنصات، إلى جانب تكوين 1600 منسق للحياة المدرسية بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء، مشددا على أن الجهود مستمرة ومتصاعدة لضبط الظاهرة والتقليل من حدتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى