برصات: “الكوطا” ليست رفاهية بل أداة ضرورية لتعزيز تمثيلية النساء في الحياة السياسية

حسين العياشي

أكدت فاطمة الزهراء برصات، عضوة المكتب التنفيذي لمنتدى المناصفة والمساواة، أن المشكلة الأساسية التي تعيق وصول النساء إلى المجالس المنتخبة المحلية لا تكمن في عزوفهن عن الترشح، بل في سلسلة من العقبات البنيوية والسياسية التي تحول دون فوزهن. ورغم ارتفاع عدد الترشيحات النسائية في الانتخابات المحلية لعام 2021 مقارنة بعام 2016، لم يتجاوز عدد النساء الفائزات في 2021 ستة مقاعد مقابل عشر مقاعد في 2016، وهو ما يوضح أن الإشكالية تكمن في الحواجز الانتخابية التي لا تزال قائمة.

وأشارت برصات إلى أن هذه الحواجز تشمل الفساد الانتخابي، استمرار الصور النمطية ضد النساء، ترشيحهن في دوائر ضعيفة الحظوظ، وحرص بعض الأحزاب على وضع النساء ضمن قوائم “الكوطا” دون بذل مجهود حقيقي لوضعهن في الدوائر الأكثر فرصاً للفوز، فضلاً عن غياب الدعم المالي اللازم لتنظيم الحملات الانتخابية.

ورفضت برصات الرأي القائل إن النساء لا يحتجن “للكوطا” ويمكنهن النزول للميدان بحرية، مؤكدة أنه لو تم التخلي عن آلية التمييز الإيجابي في انتخابات 2021، لما تجاوز عدد النساء في مجلس النواب ستة مقاعد مقابل 389 رجلاً، ما يعني العودة سنوات إلى الوراء. وأكدت أن بعض الأخطاء في تطبيق “الكوطا” كانت ناجمة عن ترشيح نساء لا علاقة لهن بالنضال السياسي وإنما تم اختيارهن بناءً على القرابة أو الصداقة، وهو ما يتطلب تصحيحاً عاجلاً دون المساس بمبدأ التمييز الإيجابي نفسه.

وأضافت أن هذا المبدأ متبع حتى في الدول المتقدمة، ويعد في المغرب وسيلة لتصحيح اختلالات تاريخية أفرزت تفاوتاً كبيراً بين الرجال والنساء في الفضاء السياسي على مدى عقود، مشددة على أنه يضمن تحقيق تكافؤ الفرص ومشاركة متوازنة في المؤسسات المنتخبة. وأوضحت أن النساء يشكلن أكثر من نصف سكان المغرب، ويمثلن رأسمالاً غير مادي مهم يجب استثماره، خاصة في ظل حضورهن القوي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية مقارنة بتأخرهن في مواقع القرار السياسي، كما أبانت العديد من الكفاءات النسائية البرلمانية عن حضور وازن ومساهمات ملموسة في العمل السياسي.

وختمت برصات بالقول إن النساء أقل فساداً وفق مؤشرات النزاهة، وأن الممارسة الديمقراطية الصحيحة تقتضي ضمان المساواة بين الجنسين في صناعة القرار على جميع المستويات، مع ضرورة الاعتراف بالجهود الإيجابية التي تقوم بها البرلمانيات من مختلف الأحزاب والتقدير للكفاءات التي يقدمنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى