بركنان ل”إعلام تيفي”:”زيارة وفد البرلمان الأنديني للمغرب تعزز دور الدبلوماسية البرلمانية”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

أكد الخبير السياسي سعيد بركنان أن المباحثات التي أجراها مجلس المستشارين مع وفد ممثل برلمان مجموعة دول الأنديز تعكس بعدًا جديدًا في السياسة الخارجية للمملكة، وهو الدور المتزايد للدبلوماسية البرلمانية في خدمة القضايا الوطنية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية.

وأوضح بركنان أن هذه المباحثات تأتي بعد أقل من شهر على لقاء مماثل جمع البرلمان المغربي بممثلين عن برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي، مما يؤكد أن البرلمان المغربي يسعى بفعالية إلى تعزيز حضوره الدولي عبر الدبلوماسية البرلمانية.

وأضاف أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى الدفاع عن القضايا الوطنية من خلال بناء علاقات قوية مع البرلمانات الممثلة لشعوبها، خصوصًا في أمريكا اللاتينية، التي تتقاسم مع المغرب العديد من القضايا المشتركة.

وكشف الخبير السياسي أن المغرب ودول أمريكا اللاتينية، سواء دول الأنديز أو باقي دول المنطقة، يواجهون تحديات متشابهة مثل الانتقال الديمقراطي، قضايا الهجرة، والتحول الطاقي، مما يستدعي تعاونًا ثنائيًا وتنسيقًا مستمرًا لمواجهتها بشكل فعال. وأكد أن هذه القضايا يجب أن تشكل منصة للانطلاق نحو مستقبل أكثر تعاونًا بين الطرفين.

وأشار بركنان إلى أن قضية الوحدة الترابية للمملكة تشكل العمود الفقري لعمل البرلمان المغربي في سياق الدبلوماسية البرلمانية، إذ يسعى من خلالها إلى مواجهة المنصات الإيديولوجية التي كانت تستغلها الجهات المعادية للوحدة الترابية لاستمالة مواقف داعمة لها، خاصة في أمريكا اللاتينية.

وشدد على أن المغرب، عبر تحركاته البرلمانية، استطاع توضيح الموقف الوطني بشأن قضية الصحراء المغربية وتعزيز الطرح القائم على الحكم الذاتي كحل وحيد وعادل لهذا النزاع المفتعل.

وأكد بركنان أن جهود البرلمان المغربي في السنوات الأخيرة أثمرت مواقف داعمة لمبادرة الحكم الذاتي من قبل العديد من دول أمريكا اللاتينية، سواء في مجموعة الأنديز أو في بقية دول المنطقة، التي باتت تعتبره الحل السلمي والعادل لهذا النزاع. وختم تصريحه بالتأكيد على أن الدبلوماسية البرلمانية تظل أداة فعالة لتعزيز المواقف المغربية على الساحة الدولية، خاصة في مناطق كانت سابقًا تُوظَّف ضد مصالح المغرب.

يذكر أن رئيس مجلس المستشارين، محمد ولد الرشيد، أمس الأربعاء بالرباط، مباحثات مع وفد عن الجمعية العامة للبرلمان الأنديني، يترأسه غوستافو باتشيكو، رئيس برلمان مجموعة دول الأنديز.

وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن هذا اللقاء شكل مناسبة أشاد خلالها ولد الرشيد بعمق وعراقة العلاقات التي تربط المملكة المغربية بمنطقة أمريكا اللاتينية والكراييب، والقائمة على روابط إنسانية قوية والرغبة المشتركة في مجابهة التحديات والرهانات المتشابهة انطلاقا من انتمائهما الجنوبي واستحضارا للإرث النضالي التاريخي والحضاري لشعوب المنطقتين وكفاحها من أجل الحرية والاستقلال.

وأكد رئيس مجلس المستشارين أن التأثيرات الثقافية المرتبطة بالهجرة والتنوع العرقي اللغوي وكذا التبادل التجاري، كان لها إسهام قوي في بناء الذاكرة المشتركة، وإرساء أسس تقارب متين يزخر بالكثير من إمكانات التطوير الواعدة.

في هذا الشأن لا بد من التذكير بعمل مجلس المستشارين مؤخرا على الديبلوماسية الموازية، لتعزيز العلاقات الثنائية بين شتى البرلمانات في إطار الدفع والدفاع عن الوحدة الترابية .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى