بركنان ل”إعلام تيفي”: “أحزاب الأغلبية تبحث عن طوق النجاة وضعف الانسجام يؤزم الثقة”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أكد المحلل السياسي سعيد بركنان أن المشهد السياسي المغربي بعد موجة الاحتجاجات الأخيرة التي قادها الشباب، يكشف عن تصدع واضح داخل مكونات الأغلبية الحكومية، التي يقودها حزب التجمع الوطني للأحرار.

وأوضح ل”إعلام تيفي” أن الحديث عن وجود انسجام بين هذه الأحزاب أصبح متجاوزا، بعدما طفت إلى السطح خلافات داخلية وصراعات علنية بين بعض الوزراء، كما حدث مؤخرا في ملف مدونة السير، الذي كشف عن تباين في المواقف بين الوزير قيوح ورئيس الحكومة.

وأشار بركنان إلى أن كل حزب من أحزاب الأغلبية يحاول اليوم أن يبحث عن طوق نجاة للابتعاد عن سفينة الحكومة التي تواجه انتقادات شعبية واسعة، ويسعى في الوقت نفسه إلى تبرئة نفسه من مسؤولية الأوضاع الراهنة التي دفعت الشارع المغربي إلى الاحتجاج والمطالبة بإسقاط الفساد.

وكشف أن هذا السلوك السياسي برز بوضوح من خلال الخرجات الإعلامية المتكررة لبعض الوزراء، وعلى رأسهم نزار بركة، الذي قدم نفسه في لقاء تواصلي بصفته أمينا عاما لحزب الاستقلال وليس ممثلا للحكومة، في إشارة إلى محاولة رسم مسافة سياسية بين حزبه والعمل الحكومي المشترك.

وأوضح المحلل أن غياب أجوبة سياسية واقتصادية حقيقية من الحكومة تجاه المطالب الاجتماعية المتصاعدة، جعل أحزاب الأغلبية تدخل في سباق لتلميع صورتها استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مضيفا أن هذه الأحزاب تحاول إقناع الناخب المغربي بأنها لم تكن سببا في تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ولا في تشكيل ما وصفه بـ‘وحش الفساد’ الذي خرج الشارع لإسقاطه.

وأشار إلى أن المرحلة الراهنة لا تعكس أي انسجام سياسي داخل الأغلبية، بقدر ما تظهر حالة من الارتباك ومحاولة التنصل من المسؤولية، في انتظار ما ستفرزه صناديق الاقتراع المقبلة من خريطة سياسية جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى