
فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد الباحث في العلوم السياسية، سعيد بركنان، أن دعوة جلالة الملك محمد السادس إلى الجزائر خلال خطاب العرش الـ26 تجسد بوضوح استمرار المغرب في تبني سياسة اليد الممدودة تجاه الأشقاء، في سياق يُؤمن فيه المغرب بأن مستقبل المنطقة لا يمكن أن يُبنى إلا بالحوار والتعاون بين الجارتين المغرب والجزائر.
وأوضح بركنان ل”إعلام تيفي” أن ما جاء في خطاب جلالة الملك يعكس حرص المملكة الدائم على التشبث بكل ما من شأنه أن يؤسس لأرضية صلبة للحوار والنقاش حول القضايا العالقة بين البلدين.
وشدد على أن هذا التوجه المغربي لا ينبع من ظرفية عابرة، بل هو التزام ثابت واستراتيجي، يقوم على قناعة بأن الاتحاد المغاربي لا يمكن أن يقوم دون ركيزتيه الأساسيتين: المغرب والجزائر.
وكشف المتحدث أن دعوة جلالة الملك تأتي أيضاً في سياق الانتصارات الدبلوماسية التي راكمها المغرب في السنوات الأخيرة، والتي تجلت في اتساع دائرة الدول الداعمة لوحدته الترابية، من قِبل قوى كبرى كأمريكا، إسبانيا، البرتغال، فرنسا وبريطانيا، ما يُعطي للموقف المغربي قوة اقتراحية وشرعية إضافية.
وأشار بركنان إلى أن دعوة جلالة الملك هي “دعوة صريحة وصادقة لإطلاق حوار أخوي مباشر، يتجاوز الخلافات الظرفية، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والبناء المشترك من أجل مستقبل منطقة شمال إفريقيا”، مضيفاً أن الكرة الآن في ملعب الجزائر التي “ننتظر أن تلتقط هذه الرسالة، وتبادر إلى الانخراط في هذا الأفق المغاربي الوحدوي”.
وختم الباحث السياسي بالقول إن هذا الخطاب الملكي، كغيره من خطابات العرش، يحمل بُعداً استراتيجياً يراهن على التهدئة وبناء الجسور، وليس على التوتر أو التفرقة، وهو ما يؤكد من جديد ريادة المغرب في الدعوة إلى السلم والوحدة والتكامل الإقليمي.





