بركنان ل “إعلام تيفي”: “برقية التهنئة بين المغرب والهند تحمل رسائل استراتيجية تتجاوز الطابع البروتوكولي”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد المحلل السياسي سعيد بركنان أن برقيات التهنئة المتبادلة بين المغرب والهند لا تخرج عن إطارها الدبلوماسي العادي، باعتبارها تقليداً راسخاً منذ خمسينيات القرن الماضي، لكنها في الوقت نفسه تحمل إشارات سياسية عميقة تكشف عن متانة العلاقات الثنائية واستشرافها لمستقبل استراتيجي في إطار التعاون جنوب-جنوب.
وأوضح بركنان ل “إعلام تيفي” أن الإشارة الأولى التي يمكن استخلاصها من هذه البرقية هي استمرار المغرب في اعتبار الهند شريكاً استراتيجياً أساسياً ضمن توجهه نحو بناء علاقات قوية مع قوى صاعدة في الجنوب، وهو خيار استراتيجي دشنه الملك محمد السادس منذ زيارته الرسمية إلى الهند سنة 2001.
ويعكس ذلك حسب المحلل انتقال الدبلوماسية المغربية من المقاربة التقليدية القائمة على التمثيليات إلى مقاربة حديثة تركز على بناء شراكات اقتصادية.
وأضاف أن التوقعات الدولية، ومنها تقارير البنك الدولي، تشير إلى أن الهند مرشحة لأن تصبح ثالث قوة اقتصادية عالمية بحلول 2050، ما يجعل الاستثمار في هذه العلاقة مكسباً طويل المدى للمغرب.
وكشف بركنان أن الإشارة الثانية تتجلى في المكانة التي يحتلها المغرب في أجندة السياسة الخارجية للهند، حيث تجاوز التعاون بين البلدين مجالات التجارة والاستثمار ليشمل الصناعات الدفاعية، تكنولوجيا المعلومات، الأمن الغذائي والطاقة المتجددة. وهو ما يؤشر على تأسيس فصل جديد من الشراكة يقوم على المصالح المشتركة العميقة.
أما الإشارة الثالثة، بحسب بركنان، فهي أن الهند تنظر إلى المغرب باعتباره بوابة رئيسية نحو إفريقيا، وأن تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الطرفين يخدم قناعتهما المشتركة بضرورة الانخراط في السوق الإفريقية الواعدة لتصريف منتجاتهما المدنية والعسكرية.
وأكد المحلل السياسي أن برقية التهنئة ليست مجرد إجراء بروتوكولي، بل تعبير عن وعي استراتيجي متبادل يضع العلاقات المغربية الهندية في مسار متصاعد يواكب التحولات الدولية، ويجعل من التعاون جنوب-جنوب خياراً محورياً للطرفين.





