برلماني ألماني يسيء للمغرب ومغاربة ينتفضون
تجرأ أحد نواب حزب البديل لألمانيا (AFD) على مهاجمة المملكة المغربية بألفاظ قدحية، مما دفع المجلس المركزي للجالية المغربية في ألمانيا لإرسال رسالة مفتوحة إلى البرلمان والأحزاب والمؤسسات الاجتماعية والدينية، بالإضافة إلى العديد من البرلمانيين والفعاليات الألمانية والصحافة، للمطالبة بحماية القيم الديمقراطية من الهجمات الشعبوية.
وجاء نص الرسالة على الشكل الٱتي :
إلى الديمقراطيين،
السيدات والسادة المحترمون،
بقلق شديد، نتابع التصريحات غير المقبولة والمُعبرة عن التمييز التي أدلى بها أحد أعضاء البرلمان عن حزب البديل لألمانيا (AfD) خلال جلسة من جلسات البرلمان الألماني. هذه التصريحات، التي تربط بشكل غير مبرر المجتمع المغربي بالجريمة والبطالة، تُرفض بشدة وتُدان. فمثل هذه الأقوال ليست فقط بلا أساس، ولكنها أيضاً محاولة مُتعمدة لإثارة الأحكام المسبقة، وتعميق الانقسامات الاجتماعية، وتهديد التطورات الإيجابية للتعايش الثقافي في ألمانيا بشكل خطير.
يؤكد المجلس المركزي، الذي يمثل مصالح وأصوات العديد من الجمعيات والمنظمات والمجتمعات المغربية، وبقوة أن المجتمع المغربي هو جزء لا يتجزأ من المجتمع الألماني لأكثر من ستة عقود. هذا المجتمع يساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لبلدنا. التصريحات التعميمية والمبسطة، مثل تلك التي أدلى بها أعضاء حزب AfD، تتجاهل هذه الحقيقة وتمثل تشويهًا مُتعمدًا يُهدد التماسك الاجتماعي.
يشارك المغاربة في جميع المجالات الاجتماعية والنشطة: سواء كمتخصصين في الرعاية الصحية، أو في الصناعة، أو الحرف اليدوية، كرواد أعمال، أو علماء، أو فنانين، أو موظفين حكوميين في الشرطة والجيش، أو موظفين في القطاع العام. كما يشارك العديد منهم في مبادرات اجتماعية وثقافية تعزز الفهم بين الثقافات وتدعم المشاركة المجتمعية. يظل التركيز الخاص على الحوار بين الثقافات والأديان، الذي يسهم فيه المجتمع المغربي من خلال العديد من المشاريع والمبادرات بشكل أساسي.
إن الربط المُشوه وغير المبرر بين الأصل المغربي والجريمة والبطالة ليس فقط غير قابل للدفاع عنه، بل هو أيضًا خطر. مثل هذه التصريحات تُشعل الكراهية وتُضعف جهود الاندماج وتُعقد الحوار الثقافي، الذي هو ضروري للتعايش السلمي في مجتمع متعدد الثقافات. إن الاتهامات الشعبوية لا تقدم حلولاً للتحديات التي تواجه مجتمعنا، بل تعزز التوترات القائمة.
يوجه المجلس المركزي للمغاربة في ألمانيا نداءً إلى المجتمعات المهاجرة، وخاصة المجتمع الألماني المغربي، للمشاركة بنشاط في تشكيل التطورات الاجتماعية المستقبلية في ألمانيا. من الضروري تعزيز القيم الديمقراطية الأساسية ودعم عمل الأحزاب السياسية القائمة بنشاط. حيث يتطلب التعايش المتناغم في مجتمع متنوع الحفاظ على حوار مفتوح، واحترام متبادل، ورفض مستمر للأحكام المسبقة.
لكل صوت وزنه وتأثيره، لذا يجب اعتبار المشاركة في الانتخابات ليس فقط حقًا، بل أيضًا واجبًا اجتماعيًا أساسيًا. يتم تشجيع المجتمع بقوة على الانخراط بنشاط في الانتخابات والنقاشات السياسية. يمكن أن يتم ذلك من خلال إنشاء مبادرات خاصة، أو المشاركة في الفعاليات ذات الصلة، أو دعم المرشحين المناسبين. من خلال نشاط كل فرد، يمكن للمجتمع أن يسهم بشكل كبير في المشهد السياسي في ألمانيا ويجعله صوته مسموعًا بفعالية.
يفتخر المجتمع المغربي بمساهمته على مدى عقود في القوة الاقتصادية، والتنوع الثقافي، والاستقرار الاجتماعي في ألمانيا. وسنظل مصممين على تعزيز قيمنا من الاحترام والوحدة والتنوع، والعمل مع جميع الفاعلين الاجتماعيين من أجل مستقبل أفضل. لن تمنعنا الكراهية الشعبوية من الاستمرار في بناء الجسور وتعزيز التماسك الاجتماعي.