برلمان التلاميذ في معرض الكتاب.. محاكاة تشريعية تغرس قيم المواطنة

فاطمة الزهراء ايت ناصر
في رواقٍ استثنائي وسط معرض الكتاب الدولي بالرباط، لم تكن الكتب وحدها وسيلةً للمعرفة، بل كان التلميذ هو بطل مشهد تربوي مغاير.
داخل فضاء البرلمان المصغّر، تحوّلت القاعة اليوم الاثنين 21 ابريل 2025 إلى منصة محاكاة حقيقية للجلسات البرلمانية، حيث خاض تلاميذ من مختلف جهات المملكة تجربة فريدة جمعت بين التعلم والمواطنة، وبين الدرس النظري والممارسة الفعلية.
بهذه المناسبة، أكدت سعاد الحمامي، رئيسة قسم الإعلام والتواصل بمجلس المستشارين، أن مشاركة البرلمان في الدورة الحالية من معرض الكتاب الدولي بالرباط تُعدّ رابع مشاركة له في هذا الحدث الثقافي الهام. وأوضحت أن هذه المبادرة تهدف إلى نقل تجربة العمل البرلماني إلى عموم التلاميذ، من خلال شراكة مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي.
وأبرزت الحمامي أن البرلمان، بمختلف مكوناته من رئاسة ومكتب وإدارة، وفّر جميع الإمكانيات اللازمة من أجل إنجاح هذه المشاركة، سواء من خلال تنقل التلاميذ من 12 جهة عبر المجالس التلاميذية الممثلة، أو من خلال تأطيرهم تربوياً ومؤسساتياً.
وأضافت أن “الأطر العاملة في مجلس النواب ومجلس المستشارين اشتغلت بانتماء مؤسساتي ومسؤولية عالية لتوصيل صورة واضحة عن العمل البرلماني، وغرس حس المواطنة وحب الانتماء في نفوس التلاميذ”.
وأشارت إلى أن التلاميذ يؤدون أدوارهم في جلسات المحاكاة بكل سلاسة وتلقائية، مستندين إلى نصوص واقعية تعكس عمل البرلمان، مما يجعلهم يستوعبون ما يقومون به بشكل فعال. واعتبرت أن هذا التفاعل يشكل صلة وصل مهمة بين المؤسسة التشريعية والمواطنين، خصوصاً في أوساط الناشئة.
من جانبه، قال مؤطر ممثل عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء-سطات إن هذه المشاركة تأتي في إطار شراكة بناءة بين البرلمان بغرفتيه والأكاديميات الجهوية، وتهدف إلى تقريب مفهوم العمل البرلماني من التلاميذ.
وأكد أن جلسات المحاكاة تساعد التلاميذ على فهم دروس التربية المدنية من خلال تطبيقها عملياً، مما يرسّخ لديهم قيم المواطنة والانتماء الوطني.
أما الطفل البرلماني مهدي ترابي، عبّر عن سعادته بالمشاركة في هذه التجربة، قائلاً: “أنا اليوم في رواق البرلمان في معرض الكتاب بالرباط، استفدت كثيراً من محاكاة الجلسات البرلمانية. كانت تجربة جميلة، تعلمنا من خلالها طريقة طرح الأسئلة الكتابية والشفوية، وكيفية التفاعل داخل الجلسة، كما أُتيحت لنا الفرصة لطرح أسئلتنا والحصول على إجابات مباشرة”.
تجربة رواق البرلمان بمعرض الكتاب ليست مجرد فضاء عرض، بل مساحة حوار حقيقية بين المؤسسات والمواطنين الصغار، تزرع فيهم بذور الوعي السياسي والانتماء الوطني بطريقة تفاعلية وهادفة.