برنامج الدعم المباشر للسكن.. النساء والشباب في صدارة المستفيدين

حسين العياشي
كشف مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن عدد المستفيدين من برنامج دعم السكن، الذي أطلقته وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، قد بلغ أكثر من 66 ألف شخص، بحلول نهاية شتنبر الماضي، مؤكدًا أن الأرقام المسجلة تبرز نجاح البرنامج في تحقيق العدالة السكنية ودعم الطلب الحقيقي على السكن.
تكشف الأرقام أن الشباب يشكلون 37% من مجموع المستفيدين، ما يعكس دينامية الجيل الجديد في البحث عن الاستقرار وبناء المستقبل. أما النساء، فقد أبانّ عن حضور قوي في هذه الدينامية، حيث يمثلن 47% من الملفات المقبولة، وهو ما يترجم تحولًا اجتماعيًا إيجابيًا نحو تمكين المرأة في المجال العقاري وتعزيز استقلاليتها الاقتصادية.
ولم يقتصر صدى البرنامج داخل المملكة، إذ إن قرابة ربع المستفيدين (23%) من المغاربة المقيمين بالخارج، ما يعكس تجدد الثقة في السوق العقارية المغربية وحرص الجالية على الاستثمار في وطنها الأم، سواء لأغراض سكنية أو مستقبلية.
من الناحية المالية، أوضحت بيانات الحكومة أن 62% من الطلبات تتعلق بمساكن تتراوح قيمتها بين 300 ألف و700 ألف درهم، فيما يهم 38% من الملفات مساكن أقل من 300 ألف درهم، ما يؤكد أن البرنامج يستهدف الفئات ذات الدخل المتوسط والمحدود على حد سواء.
ولا يقتصر أثر هذا البرنامج على الجانب الاجتماعي، بل يمتد ليشكل رافعة اقتصادية مهمة لدعم قطاع البناء والإنعاش العقاري، الذي يعد من بين أبرز محركات النمو والتشغيل بالمغرب. فالطلب المستقر والموجه عبر هذه المساعدات ينعش الدورة الاقتصادية، ويخلق فرص عمل جديدة في المجالات المرتبطة بالبناء والتجهيز والخدمات العقارية.
وترى الحكومة أن هذه النتائج الإيجابية تشكل دافعًا لمواصلة تطوير البرنامج، من خلال تبسيط المساطر وتعزيز مواكبة المستفيدين لأول مرة، حتى يصبح هذا المشروع نموذجًا للعدالة الاجتماعية والتنمية الترابية المتوازنة.
في المحصلة، يبدو أن برنامج الدعم المباشر للسكن لا يوزع المساعدات فقط، بل يعيد رسم ملامح السياسة السكنية بالمغرب، في اتجاه جعل السكن حقًا واقعيًا لا امتيازًا، ومجالًا حقيقيًا لتكافؤ الفرص وتحقيق الكرامة الاجتماعية.