بعد سنوات من الشكايات.. جماعة السعيدية تُنهي عهد “أوزون” وتتعهد بإصلاح القطاع

زوجال قاسم

عقد مجلس جماعة السعيدية، يوم الثلاثاء 7 أكتوبر الجاري، دورة استثنائية بقاعة الاجتماعات التابعة للجماعة، خُصصت بالكامل لمناقشة وضعية قطاع النظافة بالمدينة، وذلك وفقًا لمقتضيات المادة 37 من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات.

الدورة شكلت محطة حاسمة بعد موسم اصطياف وُصف بالأصعب من حيث تدهور مستوى النظافة وتراكم النفايات، مما أثار استياء السكان والزوار وأثر سلبًا على صورة السعيدية كإحدى أبرز الوجهات الساحلية بالجهة الشرقية.

وخلال الجلسة، ناقش أعضاء المجلس بإسهاب أداء الشركة المفوضة لتدبير القطاع، “أوزون ميديتيراني”، التي وُجهت إليها اتهامات بالتقاعس عن تنفيذ بنود دفتر التحملات، وارتكاب اختلالات جسيمة في التسيير الميداني. وأكد المتدخلون أن تلك الاختلالات لم تقتصر على الجوانب التقنية فقط، بل مست كذلك الجوانب الاجتماعية، إذ يعيش عمال الشركة أوضاعًا صعبة بسبب عدم توصلهم بأجورهم منذ ثلاثة أشهر وحرمانهم من التغطية الصحية رغم الاقتطاعات المستمرة من رواتبهم.

وفي ختام النقاش، صادق المجلس بالإجماع على فسخ العقد الذي يربط الجماعة بالشركة، مع التأكيد على متابعتها قانونيًا بسبب إخلالها بالتزاماتها التعاقدية وما نتج عن ذلك من أضرار بيئية واقتصادية. كما تمت المصادقة على تعديل ميزانية سنة 2025 لتوفير الاعتمادات اللازمة لتدبير القطاع بشكل مباشر ومؤقت من طرف الجماعة، في انتظار اعتماد صيغة دائمة وفعّالة لتدبيره مستقبلاً.

يُذكر أن الجماعة كانت قد وجهت بتاريخ 8 شتنبر 2025 إعذارًا رسميًا إلى الشركة بشأن تدهور الوضع، كما راسلت المصالح المختصة حول المطرح الذي تستغله الشركة وسط المدينة، والذي تحول إلى مصدر إزعاج بيئي بالنظر إلى موقعه المحاذي لعدد من الإدارات والمخيمات السياحية.

وبهذا القرار، تطوي جماعة السعيدية صفحة من الجدل حول قطاع النظافة، في خطوة يُنتظر أن تُعيد للمدينة بريقها وتضع حدًا لمعاناة الساكنة مع اختلالات التدبير المفوض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى