بغازي لـ”إعلام تيفي”: “التبخر يتلف مليار متر مكعب سنوياً من مياه السدود”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد الدكتور العربي بغازي، أستاذ الجغرافيا الطبيعية، أن موجات الحرارة المتكررة والمتسارعة، بفعل التغيرات المناخية، أصبحت تُشكل تهديداً متزايداً على الموارد المائية في المغرب، خاصة على مستوى السدود، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة المناخية باتت تؤدي إلى تراجع كبير في نسبة ملء السدود، ما يؤثر مباشرة على تدبير المخزون المائي الوطني.
وأوضح الدكتور بغازي ل”إعلام تيفي”، أن فترات الحرارة الشديدة والمطولة تسجل خلالها فواقد مائية كبيرة ناتجة عن تبخر المياه من سطح السدود، خاصة تلك التي تتميز بمساحة سطحية واسعة، أو تلك الواقعة في مواقع مكشوفة تتلقى إشعاعاً شمسياً مكثفاً مع غياب الغطاء النباتي الواقي.
وأبرز أن هذه الخسائر لا ترتبط فقط بالتبخر، بل تتفاقم بفعل ارتفاع الطلب على مياه الشرب والري خلال فترات الحر، ما يزيد من حدة الضغط على المخزون المائي.
وكشف الباحث أن التقديرات العامة تشير إلى أن التبخر السنوي من سطح السدود في المغرب قد يصل إلى ما بين 1.5 و2 متر من العمق المكافئ لكل سد، وهو ما يعني فقدان ما بين 600 و800 مليون متر مكعب من المياه سنوياً حسب المندوبية السامية للمياه والغابات، موضحاً أن هذه الكمية قد تتجاوز مليار متر مكعب في السنوات الأكثر حرارة وجفافاً.
وأفاد المتحدث أن نسبة التبخر تختلف من سد لآخر، حسب مجموعة من العوامل، من بينها الموقع الجغرافي، المناخ المحلي، طبيعة الغطاء النباتي المحيط، والارتفاع عن سطح البحر، مضيفاً أن وزارة النقل والتجهيز تقدر الخسائر السنوية من مياه السدود بسبب التبخر بما بين 10% و30%، وهي نسبة مرتفعة في سياق ما يعيشه المغرب من تواتر فترات الإجهاد المائي.
وشدد على أن الاشتغال على هذا التحدي البيئي يجب أن يكون على جميع المستويات، من خلال تطوير حلول تقنية للتخفيف من حدة التبخر، مثل استخدام أغطية عائمة أو زراعة حزام نباتي واقٍ حول السدود، فضلاً عن تحسين النجاعة المائية في القطاعات الأكثر استهلاكاً، وعلى رأسها الفلاحة.
ودعا الدكتور الجهات الوصية إلى اتخاذ كل الاحتياطات الضرورية لمواجهة هذه الظاهرة الصامتة، التي تُهدر سنوياً كميات ضخمة من المياه، يمكن أن تساهم في تعزيز الأمن المائي الوطني إذا تم التحكم فيها بشكل علمي وناجع.





