بلافريج: “لا نهضة سياسية دون صحافة حرة تطرح الأسئلة الحقيقية”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

في مداخلة مؤثرة خلال بودكاست نظمته مجموعة GenZ212، عاد النائب البرلماني السابق عمر بلافريج إلى جوهر الأزمة السياسية بالمغرب من زاوية يعتبرها مفتاح أي إصلاح حقيقي، وهي غياب الصحافة المستقلة القادرة على مساءلة السلطة وطرح الأسئلة الكبرى بجرأة ومسؤولية.

بلافريج، الذي أكد أنه لا يفكر في العودة إلى العمل السياسي، شدد على أن الوضع الذي دفعه إلى مغادرة الساحة ما يزال على حاله، وفي مقدمته اختناق المجال العمومي وانكماش الصحافة الحرة، معتبرا أن أي مشروع ديمقراطي يفقد معناه حين تكمم الأفواه ويعاقب الصحافيون على آرائهم.

وقال البرلماني اليساري السابق إن آخر تدخل له في البرلمان كان دعوة صريحة إلى تجاوز الدولة لحالة العدمية التي اختارتها، والتي أدت إلى قتل كل صوت آخر، مشيرا إلى أن اعتقال الصحافيين، كان من بين اللحظات التي جعلته يدرك أن الإصلاح لم يعد ممكنا من داخل المؤسسات.

وأضاف: “بدون صحافة مستقلة تطرح الأسئلة الحقيقية وتنتقد بحرية، لن يبقى أحد من المهتمين بهذه البلاد حاضرا فيها”.

بلافريج ذهب أبعد من ذلك حين وصف المشهد الإعلامي الراهن بأنه مسرحية، قائلاً: “أرفض أن يكون لي دور في هذه المسرحية، لأن الصحافة اليوم لا تمارس دورها الحقيقي في النقد والمساءلة، بل تعمل في مجال ضيق رسمت حدوده السلطة”.

ودعا إلى فسح المجال أمام الإعلام ليقوم بدوره كاملا، مؤكدا أن حرية الصحافة ليست ترفا بل شرط أساسي لأي نهضة سياسية أو تنموية.

وفي سياق متصل، دعا بلافريج إلى إحداث انفراج سياسي حقيقي يبدأ بإطلاق سراح الصحافيين والمعتقلين على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية، معتبرا أن العفو العام يمكن أن يشكل نقطة انطلاق جديدة لبلد يتصالح مع نفسه ويستعيد الثقة بين الدولة والمجتمع.

وقال:“من دون صحافة حرة وشجاعة، لا يمكن لأي إصلاح سياسي أو اجتماعي أن يرى النور”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى