بمناسبة عيد العرش.. عفو ملكي سام يشمل أزيد من 19 ألف مستفيد عبر ربوع المملكة
اعلام تيفي

ل.شفيق-اعلام تيفي
في خطوة تجسد البعد الإنساني العميق الذي يميز القيادة الملكية للمملكة، أصدر الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى المجيدة لعيد العرش، عفوه السامي عن ما مجموعه 19.673 شخصًا من المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم البلاد، سواء كانوا في حالة اعتقال أو سراح.
ويأتي هذا العفو الملكي، الذي يندرج في إطار تقليد سنوي راسخ، ليؤكد مرة أخرى التزام جلالة الملك بنهج الرحمة والرأفة تجاه فئات المجتمع، خاصة أولئك الذين أبدوا حسن السيرة والانضباط خلال فترة العقوبة، وقدموا مؤشرات قوية على الرغبة في التوبة والانخراط الإيجابي في المجتمع.
◾ تفاصيل العفو الملكي:
وفق بلاغ رسمي لوزارة العدل، فقد شمل العفو في شقه الأول 2415 شخصًا، موزعين بين نزلاء المؤسسات السجنية (2239 شخصًا) والموجودين في حالة سراح (176 شخصًا). وتراوحت التدابير المتخذة ما بين العفو الكلي أو الجزئي من العقوبة، أو التخفيض من مدتها، بل وتحويل عقوبات السجن المؤبد إلى محددة في بعض الحالات.
أما الاستثناء الأبرز في هذا العفو، فيتمثل في إطلاق مبادرة إنسانية غير مسبوقة شملت 17.258 نزيلاً، اختيروا بناءً على معايير دقيقة، حيث استفاد 17.121 منهم من إسقاط العقوبة السالبة للحرية أو الغرامة، إضافة إلى تحويل العقوبة من الإعدام إلى المؤبد لفائدة 23 نزيلاً، وتخفيف المؤبد إلى عقوبة محددة لفائدة 114 آخرين.
◾ رسالة إنسانية قوية:
هذا القرار الملكي لا يُقرأ فقط في بعده القانوني أو الإجرائي، بل يعكس في جوهره رؤية سامية للعفو كأداة لإعادة الأمل وترسيخ قيم التسامح والعدالة التصالحية. ويُنتظر أن يكون لهذا العفو أثر إيجابي على المستوى الاجتماعي، سواء داخل المؤسسات السجنية أو في أوساط الأسر التي تنتظر عودة ذويها إلى حضن المجتمع.
◾ عيد العرش.. مناسبة للتجديد والتلاحم:
تتزامن هذه المبادرة مع حلول عيد العرش، الذي يشكل محطة سنوية لتجديد أواصر البيعة بين العرش والشعب، وفرصة لتعزيز قيم التضامن والرحمة. ويأتي العفو ليعكس هذا الروح الوطنية الجامعة، ويوجه رسالة واضحة بأن الإصلاح والتوبة ممكنان دائمًا، وأن المملكة تفتح أبوابها دومًا أمام من يختارون طريق التغيير.
وفي ختام البلاغ، رفعت وزارة العدل آيات الولاء والدعاء لجلالة الملك، سائلة الله أن يطيل عمره ويحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وأن يقر عينه بولي عهده الأمير مولاي الحسن وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.





