نساء جبال الأطلس يجتمعن لبناء مكان للعبادة: قوة التضحية والإصرار تشق طريقها إلى القمة
في رحلة مليئة بالتفاني والعزيمة، تجتمع نساء مغربيات قادمات من أواصر مختلفة، متحديات تحديات الزمن والمسافات، لمشاركة في بناء ركن من ركائن بيت الله. ينطلقن من قلب جبال الأطلس، في منطقة نائية تتخطى الجبال الشاهقة، ليبدأن مهمتهن بحمل شحنة ثقيلة من طوب البناء.
تحمل الشاحنة معها الأمل والتصميم، وتتوقف أسفل الجبل الشاهق حيث تبدأ رحلة الصعود الشاقة. بداية صعبة ولكنها تعكس تصميمهن القوي واصرارهن على إتمام المهمة. تتسلل النساء بحذر بين الصخور والمسالك الوعرة، وتعمل بجد لحمل كل طوبة وتتقدمن نحو القمة.
في المرتفع، ينتظرهن دوارٌ متواضع، خالي من مكان للعبادة والتلاقي مع الله. يفتقد هؤلاء النساء مسجدًا يرسم الابتهاج والتقرب لله. وهنا، تتجلى إرادتهن وقوتهن النفسية، حيث يبدأن بتفريغ الشحنة ووضع أساسات مسجدهن الذي سيكون مرجعًا للصلاة والتأمل.
تلك اللحظات تعبّر عن تلاحم المجتمع وروح التعاون، حيث يجتمع النساء من مختلف الأعمار والخلفيات لتحقيق هدفٍ عظيم. تصاحب الأحاديث المليئة بالتفاؤل والضحكات الدافئة مع كل طوبة يتم وضعها في مكانها.
هذه الرحلة تجسّد روح البذل والتضحية، وتعكس إرادة النساء في المناطق النائية للمساهمة في بناء المكان الذي سيجمعهم مع الله. تعلمنا من هذه القصة أن قوة المرأة تتجلى في قدرتها على تحقيق التغيير والإسهام في بناء المجتمع، حتى وإن كانت التحديات كبيرة والطرق صعبة.
