بنسعيد: المخيمات ينبغي أن تصبح فضاءات للتكوين المستمرة على مدار السنة

حسين العياشي
افتتح وزير الشباب والثقافة والتواصل، مهدي بنسعيد، اليوم الأربعاء بالرباط، المناظرة الوطنية للتخييم، مؤكداً على أن هذا اللقاء يشكل محطة أساسية لتقييم الرصيد المشترك للبرنامج الوطني للتخييم، وتجسيداً للمقاربة التشاركية التي تنهجها الوزارة. مشيرًا إلى أن البرنامج الوطني للتخييم يتجاوز كونه نشاطاً موسميًا، ليصبح مؤسسة تربوية واجتماعية، تعمل على ترسيخ قيم المواطنة والمسؤولية والانفتاح على التنوع الثقافي والإبداعي لدى الأطفال والشباب.
وأضاف في الساق ذاته، أن السنوات الماضية شهدت جهودًا متواصلة لتطوير هذا البرنامج، لكن التحديات لا تزال حاضرة، على رأسها البنى التحتية للمخيمات التي تحتاج إلى تحديث لتواكب النمو المستمر في أعداد المستفيدين، التي بلغت هذا الموسم نحو 200 ألف مستفيد.
كما أكد بنسعيد أن الرهان اليوم يكمن في تحويل المخيمات إلى فضاءات جيل جديد، تواكب المعايير الدولية للسلامة والجودة، وتوفر برامج تربوية وفنية ورياضية متكاملة، مع تحديث البرامج البيداغوجية لتكون أكثر جاذبية وتفاعلية، بما يلبي اهتمامات الأطفال والشباب. ويعتبر الاستثمار في الرقمنة، عبر البوابة الوطنية للتخييم، أداة رئيسية لتسهيل التدبير وضمان الشفافية في عمل هذه المنظومة.
وفي إطار الرؤية المستقبلية، اعتبر الوزير أن التحدي الأكبر هو إعادة تعريف التخييم ليس كأنشطة صيفية فقط، بل كمركز حيوي على مدار العام، من خلال تنظيم مخيمات موضوعاتية وجامعات شبابية، واستغلال البنى التحتية خلال العطل البينية، لتصبح المخيمات فضاءات للتكوين المستمر للأطفال والشباب، وربطها بالمجال الاقتصادي والاجتماعي المحلي، على غرار التجربة الناجحة للمخيمات الفلاحية التي تتيح للأطفال اكتشاف البيئة الطبيعية والقروية في المغرب.
وخلص الوزير إلى أن المناظرة الوطنية تشكل فرصة لإعادة إطلاق البرنامج الوطني للتخييم نحو آفاق 2030، عبر تبادل الخبرات، والحوار الصريح، وتقديم الحلول المبتكرة، بما يعزز مكانة الطفل والشاب في قلب السياسات العمومية ويخدم أهداف التنمية البشرية، مع ضرورة توحيد الرؤية وتجديد الالتزام الجماعي لبناء نموذج وطني مستدام وشامل، يضمن الجودة وعدالة الفرص.
وختم الوزير كلمته بدعوة الحاضرين إلى المشاركة الفاعلة والبناءة في جلسات وورشات المناظرة، معربًا عن شكره لكل من ساهم في إعدادها وتنظيمها، من أطر الوزارة، والجامعة الوطنية للتخييم، والشركاء المؤسساتيين والمدنيين، مؤكداً أن نجاح هذه المناظرة سيصب في خدمة أجيال مغرب الغد تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.




