عودة حزب بنكيران إلى الواجهة..أي إصلاح وأي حكومة ننتظر؟؟

إيمان أوكريش
في وقت ظل فيه المواطن المغربي رهين سياسات هشة، أو سياسات من أجل مصلحة حزب ما على حساب حزب آخر، وفي وقت ظلت فيه الأحزاب تتسابق سباق المحموم على جرعة ماء من أجل ري عطشه، وفي ظل سياسات الحكومات السابقة التي جاءت بعد دستور 2011، والتي لم تغير من الواقع المعاش، إلا السنوات، فقد عاش المغرب ويعيش فترة من أسوأ الفترات التي مر بها.
حكومة بنكيران التي كانت سببا في ضم الطبقة المتوسطة إلى الطبقة الفقيرة، والإنهاء معها في حكومة العثماني، لم تكن أحسن من حكومة أخنوش التي عمقت الهشاشة وجعلت المغرب يعيش وضعا أسوأ ولكن بتبليط من حكومة بنكيران وحكومة العثماني.
وفي ظل الحكومات المتعاقبة، ظهر بالملموس كم أصبح على المواطن التفكير مليا في أن سياسة ربح الأصوات بالمال، أو الأقوال لا تزيد من وضعه المعيشي ووضع أبنائه، إلا وبالا.
المقدمة المتواضعة أعلاه ليست إلا تذكيرا لكل من يخوض السباق المحموم إلى الكراسي ورئاسة الحكومة وتولي تدبير شأن بلد أبي، في جعبته الوطنية وحب هذا الوطن.
ففي لقاء نظمه معهد الدراسات العليا للتدبير عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، أشار إلى أن حزبه لا يرى مانعا في تصدر الانتخابات المقبلة والعودة إلى رئاسة الحكومة، رغم التراجع الكبير في عدد مقاعده خلال انتخابات 8 شتنبر.
في ظل هذه الإشارة، لا بد من تذكير في هذا الصدد أن سعر المحروقات، والذي كان قبل فاتح يونيو 2012 خاضعا لمجموعة من الضوابط المحددة، بدأ يخضع لمزاجية الشركات المشرفة على محطات توزيع الوقود بسبب قرار اعتبره العديد من المحللين الاقتصاديين بمثابة “الخطأ الفادح” في عهد حكومة بنكيران.
وفي وقت يعيش المواطن المغربي دون تبخيس لعمل بعض أعضاء الحكومة الحالية، فترة حرجة بسبب غلاء الأسعار والتضخم، وسوء تدبير الثروات، والتوزيع غير العادل لها، لا بد من العودة كرونولوجيا إلى أن هذا التدهور بدأ مع حكومة بنكيران، خصوصا خلال سنة 2013 بمجرد البدء في تحرير أسعار المحروقات، ومع قانون حرية الأسعار والمنافسة، وقولة “عفا الله عما سلف”.
إن التذكير بهذا ليس إلا للوقوف على أن الوضع الهش لعدد كبير من المغاربة جاء على التوالي مع الحكومات المتعاقبة التي لم تترك ولا واحدة نصيبها في تعميق الهشاشة والفقر.
بنكيران خلال لقاء نظمه معهد الدراسات العليا للتدبير، شدد على أن التراجع الذي شهده الحزب في الانتخابات السابقة يمكن أن يعكسه صعود مماثل إذا قام الحزب بواجبه.
وأشار إلى أن أي حزب سياسي لا يسعى إلى احتلال المرتبة الأولى لا يستحق خوض العمل السياسي، مؤكداً أن حزبه مستعد لاختيار قيادة جديدة، سواء من الوجوه الحالية أو أخرى.
وعن تقييمه للأوضاع الحالية، اعتبر بنكيران أن “فشل الحكومة” يمثل مبررا كافيا لعودة “العدالة والتنمية” إلى الواجهة، مشيرًا إلى أنه لو نجحت الحكومة الحالية، لما “طالبنا برحيلها”.
إذا بحثنا في رفوف ما قدمته الحكومات المتعاقبة، لن نجد غير البطالة، والعجز والمديونية، وهشاشة المنظومة التعليمية والصحية، وغيرها من القطاعات التي ظلت تستجدي الإصلاح ولازالت.





