بوحوت ل”إعلام تيفي”: “السياحة المغربية صامدة أمام احتجاجات جيل Z”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

أكد خبير السياحة زوبير بوحوت أن الأداء السياحي في المغرب لا يزال مستقراً حتى الآن، دون تسجيل تأثيرات سلبية ملموسة على حركة السياح أو مؤشرات الحجوزات، حيث تواصل المنشآت الفندقية والخدمات السياحية عملها بشكل طبيعي في مختلف الوجهات الرئيسية.

وأوضح بوحوت أن القطاع يبقى حساساً تجاه أي تضخيم إعلامي قد يؤثر على الصورة الذهنية للوجهة، خاصة عبر الفضاء الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار الخبير إلى أن تجربة الاحتجاجات المحلية السابقة، مثل حركة 20 فبراير سنة 2011، أظهرت أن تأثير مثل هذه الأحداث على القطاع السياحي غالباً ما يكون مؤقتاً، ما لم يتم تضخيمه إعلامياً. ففي تلك السنة، تراجعت الإقامات الليلية في المغرب بنسبة 6٪ مقارنة بسنة 2010، وهو مؤشر واضح على التأثير المحدود نسبياً لهذه الاحتجاجات على السياحة.

ولتوضيح قوة التأثير، استشهد بوحوت بنموذج فرنسا، حيث شهدت حركة السترات الصفراء في فرنسا زيادة في الوافدين بنسبة 8.31٪ سنة 2017 مقارنة بسنة 2016، رغم الاحتجاجات والاضطرابات. ولفت إلى أن هذه المقارنة تُظهر أن السياحة غالباً ما تتأثر بعوامل متعددة، ولا يمكن نسب أي انخفاض أو توقف للنشاط إلى احتجاجات محلية فقط.

وأضاف بوحوت أن القطاع السياحي المغربي يواجه تحديات خارجية أيضاً، أهمها الأوضاع الاقتصادية في الأسواق المصدرة الرئيسية للسياح، مثل فرنسا، والتي تساهم بحوالي 30٪ من النشاط السياحي المغربي، إضافة إلى المنافسة الإقليمية والسياسات الجمركية والجوية الدولية. وهذه العوامل غالباً ما يكون تأثيرها أكبر من العوامل الداخلية وحدها.

وتُظهر الأرقام الأخيرة استمرار نمو القطاع السياحي، لكن بوتيرة أبطأ، وهو أمر طبيعي في مرحلة ما بعد ذروة التعافي من جائحة كورونا، ويعكس عودة القطاع إلى وتيرة النمو الطبيعية، مع تحولات في أنماط السفر العالمية وتراجع نسبي في القوة الشرائية لبعض الأسواق التقليدية.

وأشار الخبير  إلى ان مستقبل الموسم السياحي في المغرب يرتبط بقدرة الفاعلين على الموازنة بين الواقع الميداني المستقر وإدارة الصورة الرقمية للوجهة. فالأثر السلبي المحتمل لأي احتجاجات سيكون نتيجة تراكم عوامل متعددة، وليس سبباً وحيداً، مما يجعل إدارة الصورة الذهنية للسياحة المغربية والحفاظ على جودة الخدمات عاملاً حاسماً لضمان استمرار نمو القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى