بوحوت ل”إعلام تيفي”: “تحقيق 26 مليون سائح في 2030 سهل وعلينا التفكير في هدف 30 مليون”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

في ظل الدينامية المتصاعدة التي يشهدها القطاع السياحي بالمغرب، ومع اقتراب مواعيد كبرى ككأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، تبرز تساؤلات حول مدى قدرة المملكة على تحقيق أهدافها الطموحة في استقطاب ملايين السياح.

خارطة الطريق الوطنية للسياحة وضعت سقفاً يبلغ 26 مليون سائح في أفق 2030، غير أن المعطيات الراهنة والوتيرة المتسارعة لنمو القطاع تدفع بعدد من الخبراء، من بينهم الزوبير بوحوت، إلى القول بأن المغرب قادر ليس فقط على بلوغ هذا الهدف، بل تجاوزه نحو أفق أوسع.

ويرى الزوبير بوحوت، الخبير في القطاع السياحي، أن الأهداف المسطرة في خارطة الطريق للسياحة المغربية، والتي تطمح إلى استقطاب 17.5 مليون سائح بحلول سنة 2026، و26 مليوناً في أفق 2030، تبدو قابلة للتحقيق بل وربما قابلة للمراجعة نحو الأعلى، خاصة في ظل التطورات الأخيرة التي يعرفها القطاع.

وأوضح بوحوت  ل “إعلام تيفي”،   أن بلوغ 13 مليون سائح سنة 2019 رغم غياب الظروف المثالية، يعكس الإمكانات السياحية القوية التي يتوفر عليها المغرب.

وأضاف أن ما بعد الجائحة عادة ما يشهد انتعاشاً كبيراً في حركة السفر، وهو ما يدعم فرضية الارتفاع المتسارع لعدد الوافدين، مشيداً بالدور الفعال الذي لعبه المكتب الوطني المغربي للسياحة، وحملة “مغرب، أرض الأنوار” في تنشيط السوق.

وأشار الخبير إلى أن التحسن الملحوظ في النقل الجوي، خاصة من خلال دعم الرحلات منخفضة التكلفة، مكّن مغاربة العالم من زيارة المغرب أكثر من مرة في السنة، مما ضاعف عددهم، ليصل عدد السياح في سنة 2024 إلى 17.4 مليون، نصفهم من الجالية المغربية. وبداية سنة 2025، سُجّلت زيادة بنسبة 24% في عدد الوافدين، وهو ما يدفع إلى التفاؤل بتجاوز 20 مليون سائح نهاية السنة الجارية.

وسبق ان طالب الخبير  مند يناير 2025 الى الرفع من الهدف 23 مليون في 2026 الى 30 مليون في 2030.

وتوقّع بوحوت أن تسهم التظاهرات الكبرى، مثل كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، في رفع الجاذبية السياحية للمدن المستضيفة، خاصة الرباط، مراكش، أكادير والدار البيضاء، مشيراً إلى أن الخطوط الجوية الجديدة، خاصة نحو أمريكا، الصين والبرازيل، ستفتح آفاقاً واعدة لجذب شرائح جديدة من السياح.

وعلى مستوى الاستثمار، يرى المتحدث أن الدعم الحكومي للمستثمرين، من خلال ميثاق الاستثمار وتحمل الدولة لفوائد القروض عبر مؤسسة محمد السادس، يشكل محفزاً قوياً لضخ أموال جديدة في القطاع السياحي، ما سيعزز من قدرته على استيعاب النمو المنتظر.

ونبّه الخبير إلى نقطة مهمة تتعلق بضرورة رفع نسبة السياح الدوليين ضمن مجموع الوافدين، لتطوير العائدات بالعملة الصعبة. فبالرغم من ارتفاع عدد السياح بنسبة 24% مؤخراً، لم تسجل العائدات إلا ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 2.8%، بل تراجعت في فبراير 2025 مقارنة مع فبراير 2024، ما يستدعي التركيز على استقطاب الزبناء ذوي الإنفاق المرتفع وتحسين جودة الخدمات والمنتجات السياحية.

وفي ضوء هذه المعطيات، دعا بوحوت إلى التفكير بجدية في مراجعة الهدف المعلن برفعه إلى 30 مليون سائح في أفق 2030، شريطة تعزيز الجهود في مجال السياحة الدولية وتثمين مؤشرات المبيت والعائدات.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى