بوحوت ل”إعلام تيفي”: “رقمنة وزارة السياحة ورش مهم يحتاج إلى شفافية وجدية”

 فاطمة الزهراء ايت ناصر

أكد الخبير السياحي الزوبير بوحوت أن رقمنة وزارة السياحة تظل ورشاً أساسياً لضمان شفافية المعطيات والبيانات المرتبطة بالقطاع، مذكراً بأن خارطة الطريق التي وضعتها الوزارة تقوم على ستة محاور من بينها إحداث المرصد السياحي، باعتباره أداة استراتيجية لا غنى عنها في أي دولة أو قطاع حيوي.

وأوضح بوحوت ل”إعلام تيفي” أن المرصد السياحي من شأنه أن يزود الفاعلين والباحثين والمهنيين بلوحة قيادة دقيقة تتيح معرفة اتجاهات السوق السياحية، كعدد الوافدين، فترة إقامتهم، حجم إنفاقهم، والمدن المفضلة لديهم، معتبراً أن هذه المؤشرات ضرورية لتوجيه الاستثمارات وتحسين العرض السياحي.

غير أن الخبير لاحظ أن النسخة الحالية من الجداول والمعطيات التي تصدرها الوزارة تعاني من تراجع كبير مقارنة مع السنوات السابقة، حيث لم تعد تتضمن تفاصيل دقيقة مثل عدد ليالي المبيت حسب الجنسيات أو نسبة مغاربة العالم من مجموع الوافدين.

وأضاف أن الجداول القديمة كانت توفر أرقاماً دقيقة حول الأسواق السياحية الرئيسية، مثل السوق الألماني الذي كان يسجل حوالي 1,7 مليون ليلة سياحية، بينما اليوم لا تتجاوز المليون ليلة، ومع ذلك يتم تغييب هذه المؤشرات.

وأشار بوحوت إلى أن البلاغ الأخير للوزارة كشف أن المغرب استقطب 11 مليون سائح إلى حدود يوليوز 2025، لكن دون توضيح واضح في الجداول لحصة مغاربة العالم، باستثناء تصريح الوزيرة التي أشارت إلى نسبة 52%، مما يثير تساؤلات حول مدى شفافية نشر الأرقام.

واعتبر أن هذا النهج يشكل نوعاً من التعتيم على النشاط السياحي الحقيقي، داعياً إلى أن يتم التعامل مع ورش الرقمنة بجدية أكبر، إذ إن المعطيات متوفرة بالفعل ولكنها تحتاج إلى جمعها وتقديمها بشكل شفاف ومتاح للجميع، خاصة وأن الإعلام والمهنيين يعتمدون عليها بشكل مباشر.

وفي السياق ذاته، سجل بوحوت أن المسؤولية لا تقع على الوزارة وحدها، بل أيضاً على الجهات والمهنيين، مبرزاً أن جهة سوس ماسة هي الوحيدة التي توفر معطياتها بشكل شهري عبر تطبيق رقمي، بينما باقي الجهات لا تشارك في هذا الورش، رغم أن وزير الداخلية ألزم الولاة ورؤساء اللجان الجهوية بتنزيل خارطة الطريق ومتابعة المؤشرات.

وأضاف أنه في غياب لوحات قيادة جهوية، يصبح من الصعب على الولاة أو المسؤولين الجهويين تقديم معطيات دقيقة حول نشاط السياحة، حيث توقفت الوزارة منذ نهاية دجنبر 2024 عن نشر الجداول التفصيلية الخاصة بالجهات، مكتفية بمعطيات وطنية عامة.

وشدد على أن المرصد السياحي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو ركيزة من ركائز خارطة الطريق، إذ يضمن تزويد المهنيين، الباحثين، والإعلام بمنصة رقمية تفاعلية تعكس الوضع السياحي الحقيقي، داعياً إلى تجاوز منطق نشر المعطيات بشكل متقطع ومحدود، وإرساء آلية شفافة منتظمة لتقوية ثقة الفاعلين وتوجيه القرارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى