بوحوث ل”إعلام تيفي”:”المقاربة الترابية ضرورة لإنصاف وجهات سياحية واعدة كمدينة ورزازات”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة مخططين استراتيجيين بعنوان “Shining Fès” و”Rising Ouarzazate”، بهدف إعادة الاعتبار لمدينتي فاس وورزازات كوجهتين سياحيتين متميزتين.
ويعتمد المخططان على مقاربة شمولية تجمع بين الترويج الإعلامي الذكي، تقوية الشراكات، وتحسين الربط الجوي، بالتعاون مع الفاعلين المحليين والدوليين.
وكشف الزوبير بوحوث، الخبير في قطاع السياحة، عن ملاحظات جوهرية تتعلق بسياق المبادرات التي يقوم بها المكتب الوطني المغربي للسياحة، خاصة بعد الجولة التي قام بها المدير العام الجديد، أشرف فايدة، في مجموعة من الوجهات السياحية بالمملكة، مؤكداً أن هناك مجهوداً كبيراً يُبذل لإعادة الاعتبار لمجموعة من المناطق التي لا تزال تعاني من التهميش.
وأوضح بوحوث ل“إعلام تيفي” أن المكتب الوطني المغربي للسياحة كان قد أطلق في وقت سابق استراتيجية طموحة للترويج للوجهات المغربية، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية انطلقت من تصور واسع يشمل الاتفاقيات مع شركات الطيران، وتكثيف الحملات الترويجية لتقوية الحضور المغربي في السوق السياحي العالمي، وخاصة بأوروبا.
وفعّل المكتب الوطني شراكات استراتيجية مع وكالات سفر كبرى مثل Carrefour Voyages وHavas Voyages، ونظّم لقاءات مهنية وورشات عمل مع فاعلين دوليين كـ Voyage Privé، من أجل خلق دينامية تجارية وتسويقية مستدامة لفائدة المدينة.
وأكد بوحوث أن المدير العام الحالي واصل هذا النهج، لكنه ركز على العدالة المجالية في توزيع الجهود الترويجية والدعم المؤسساتي.
وأشار إلى أن هذه المقاربة كشفت عن اختلالات واضحة بين الإمكانات التي تتوفر عليها بعض الوجهات وبين الأرقام المحققة من حيث الليالي السياحية، معتبرًا أن هذا الفارق لا يعكس حقيقة المؤهلات السياحية.
وسلط الخبير الضوء على الحالة النموذجية لمدينة ورزازات، التي قال إنها تسجل حوالي 300 ألف ليلة سياحية سنويًا، مقابل الملايين في وجهات كبرى كمدينة مراكش، رغم أن ورزازات تتوفر على بنية تحتية قوية ومؤهلات طبيعية وثقافية وسينمائية تجعل منها قطبًا سياحيًا واعدًا.
ودعا بوحوث إلى ضرورة إعادة النظر في السياسات الترويجية وتخصيص برامج عملية تتناسب مع طموحات الجهة.
وكشف المتحدث أن هناك مؤشرات إيجابية بدأت تظهر على مستوى الرؤية الجديدة للمكتب، خاصة من خلال إرساء برامج عملية يتم تنفيذها فعليًا على الأرض، معتبرًا أن الجهود التي يتم بذلها حاليًا تنم عن وعي بأهمية إشراك الفاعلين المحليين والاشتغال على تحسين الصورة العامة للوجهات السياحية المغربية، بما في ذلك من خلال توظيف المؤثرين وتنظيم لقاءات استراتيجية مع الفاعلين في المجال السياحي والسينمائي.
ونوه الخبير إلى الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه مدينة ورزازات باعتبارها عاصمة للسينما في إفريقيا، مشيرًا إلى أن دعمها لا يجب أن يكون فقط ترويجياً، بل عبر استثمارات حقيقية تمكنها من الاستفادة من الدينامية العامة التي يشهدها القطاع السياحي بالمغرب.
ويرتكز مخطط “Shining Fès” على إعادة تسليط الضوء على العمق التاريخي والثقافي والروحي لمدينة فاس، باعتبارها أحد أبرز رموز الهوية المغربية. ويشمل هذا التوجه إنتاج محتويات مرئية وإعلامية عالية الجودة، من بينها وثائقي حول فن الطبخ الفاسي بثته قناة TV5 Monde، إلى جانب محتويات تم تسويقها عبر قنوات عالمية مثل France 2 وM6 وBBC، ما يعزز صورة المدينة في أعين الجمهور الأوروبي.
أما “Rising Ouarzazate”، فيعكس رؤية جديدة لإعادة تموقع مدينة ورزازات كوجهة تجمع بين سحر الصحراء، التراث الأمازيغي، وتاريخها الغني في مجال السينما. واستثمر هذا المخطط في القوة البصرية والرمزية للمدينة، حيث تم إعداد محتوى خاص موجه للسوق البريطانية، يوثق لتاريخ ورزازات السينمائي، ويبرز مناظرها الطبيعية الساحرة.
وشهدت المدينة تغطيات تلفزيونية عبر قنوات أوروبية مثل RAI وSky TV، إلى جانب الترويج للمطبخ الصحراوي الأصيل.
وتستعد لاحتضان قمة Desert Women’s Summit ومؤتمرين سياحيين موجّهين للسوق الإسبانية، مما يعزز موقعها كوجهة للملتقيات ذات البعد الدولي.