بوركبا ل”إعلام تيفي”: “العقار أكبر عقبة أمام إنشاء ملجأ قانوني للحيوانات الضالة بمكناس”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أوضحت حنان بوركبا، رئيسة الجمعية الإسماعيلية للبيئة الحية والجامدة بمكناس، أن أكبر عقبة تعترض مشروع الجمعية لإنشاء ملجأ قانوني للحيوانات الضالة هي غياب العقار المناسب، مشيرة إلى أن كل العروض التي توصلت بها الجمعية إما باهظة الثمن، أو بعيدة عن مصادر الماء، أو قريبة بشكل يثير قلق الساكنة.

وأضافت المتحدثة ل”إعلام تيفي” أن المشروع يحتاج إلى أرض خاصة، بعيدة عن التجمعات السكنية، مساحتها لا تقل عن هكتار، وقريبة من مصدر ماء صالح للشرب، مع وجود مسلك أو طريق عمومي يوصل إليها، وبثمن كراء سنوي معقول.

وأكدت بوركبا أن الجمعية رغم توفرها على متبرعين كثر للأكل والاحتياجات الطبية والعمل التطوعي، إلا أن غياب العقار يبقى العائق الأكبر الذي يؤجل إطلاق مشروع الملجأ النموذجي.

وكشفت أن الجمعية تتلقى يومياً طلبات لإيواء حيوانات أليفة بسبب ظروف قاهرة تمنع أصحابها من رعايتها، وأنها بصدد إحداث خدمة “فندق الحيوانات” بمقابل مادي يضمن للمالكين ترك حيواناتهم في أمان أثناء السفر.

وأبرزت أن المشروع سيكون أيضاً فضاءً تدريبياً للطلبة البياطرة، حيث سيمكنهم من القيام بعمليات التعقيم والتطبيب تحت إشراف طبيب الجمعية، إضافة إلى إشراك المتطوعين الشباب في حملات جمع الحيوانات من الشوارع وتوفير العناية اللازمة لها.

وشددت رئيسة الجمعية على أن الملجأ لن يكون عشوائياً، بل سيخضع لشروط وضوابط دقيقة مستوحاة من التجارب الدولية واستشارات الأطباء البيطريين، من بينها تخصيص أماكن للعلاج والتعقيم، والحجر الصحي، وفترة النقاهة، وأماكن للغسل والإيواء والفسحة، إضافة إلى مخازن، مكتب إداري، مقبرة للدفن، وحفرة للتطهير السائل.

وأوضحت بوركبا أن الجمعية اشتغلت منذ تأسيسها على تعقيم الحيوانات الضالة وتلقيحها ضد الأمراض الخطيرة، حفاظاً على صحة المواطنين وسلامة هذه الحيوانات، غير أن العملية ليست سهلة، إذ من المستحيل تعقيم كل الحيوانات قبل تكاثرها عدة مرات. لذلك، فإن الحل الأمثل في نظرها هو إحداث ملجأ قانوني يحقق التوازن بين حماية المواطنين من أخطار مثل السعار والهجمات أو حوادث السير، وبين صون حقوق هذه الكائنات باعتبارها جزءاً من البيئة.

وأكدت على أن هذا المشروع الإنساني النموذجي سيعيد الاطمئنان للمواطنين، سواء الذين يخشون على أبنائهم من الكلاب الجائعة، أو الذين يتألمون لرؤية حيوانات مريضة في الشوارع، أو الذين يعارضون قتلها للتخلص منها، معتبرة أن من يساهم في توفير العقار، سواء بالكراء أو الهبة، سيكون له أجر عظيم وثواب دائم، لأن هذا العمل لا يقل قيمة عن بناء مدرسة أو مسجد لما يتضمنه من خير كبير للإنسان والحيوان معاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى