بوريطة في حوار له مع “لوبوان” الفرنسية : “انزعاج الجزائر من زيارة ماكرون للمملكة لا يعنينا “
إعلام تيفي/ وكالات
سجل ناصر بوريطة وزير الخارجية في حوار مع مجلة “لوبان” الفرنسية أن “انزعاج الجزائر من الزيارة الناجحة للرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب أمر يهمها وحدها”، في أبلغ ردّ على القلق الجزائري إزاء الزخم اللافت الذي تشهده العلاقات المغربية الفرنسية، فيما يبدو أن الجزائر التي روجت عبر إعلامها الرسمي لنظرية مفادها أن الزيارة تشكل تهديدا لها، لا تزال تحت وقع صدمة اعتراف باريس بسيادة المغرب على صحرائه وتعهّد ماكرون بأن بلاده ستدعم المملكة في المؤسسات الدولية للدفاع عن قضيتها العادلة.
وقال بوريطة “إذا كانت الجزائر تعتبر تعزيز علاقاتنا مع بعض البلدان بمثابة تهديد، فهذا تفسيرها”، مضيفا أن “المملكة لا تتدخل في العلاقات التي تربط الدول الأخرى بالجزائر”، موضحا أن “بلاده تركز على علاقاتها بشركائها وتترك لكل دولة الحرية في تطوير الروابط التي ترغب فيها مع الجارة الشرقية”.
ويتطابق توضيح بوريطة مع تصريح ماكرون خلال الكلمة التي ألقاها تحت قبة البرلمان عندما شدد على أن دعم بلاده لسيادة المغرب على صحرائه ليس عدائيا تجاه أي أحد، فيما تبدو رسالة غير مباشرة إلى الجزائر التي قابلت موقف باريس بتصعيد مفاجئ وصل إلى حد سحب سفيرها والتهديد باتخاذ إجراءات اقتصادية بحق فرنسا.
وفتحت الزيارة التي أداها ماكرون إلى المغرب الأسبوع الماضي صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين اللذين طويا صفحة الفتور بعد أن تأكدت باريس أن مصالحها الاقتصادية والأمنية تقتضي إعادة الدفء إلى علاقاتها مع الرباط وهو ما يمّر حتما عبر إنهاء ترددها بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء.
وتتوجس الجزائر من أن يؤدي الدعم الفرنسي لسيادة المغرب على صحرائه في المحافل الدولية إلى مزيد تعزيز موقف الرباط وهو ما جسده القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي اعتبرها طرفا رئيسيا في النزاع المفتعل ودعاها إلى ضرورة العودة إلى الموائد المستديرة التي قاطعتها طيلة سنوات، في تطور زاد في إرباك الدبلوماسية الجزائرية.
وفي سياق متصل أكد بوريطة أن “زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي ماكرون إلى المغرب تفتح صفحة مهمة تجسدت بتوقيع الملك محمد السادس وماكرون على إعلان في غاية الأهمية يتعلق بالشراكة الاستثنائية الوطيدة”.
وتابع أن “هذه الشراكة ستكون تحت الإشراف المباشر لقائدي البلدين، وتتبع لجنة مصغرة مكلفة برسم مسارات مبتكرة واغتنام الفرص لترسيخ تعزيز هذه العلاقة على المدى البعيد”.
وأشار الوزير إلى أن “الاتفاقيات الموقعة تدشن جيلا جديدا من الالتزامات التي تكشف عن رؤية مشتركة”، مضيفا أن “الشراكة تقوم على مقاربة تعاون أصيل، وعمل حقيقي مع المغرب يقوم على الاشتغال سوية، مع الاعتراف بإمكانات المقاولات المغربية وتثمينها”، متابعا أن “الشراكات الكبرى المتعلقة بالخط فائق السرعة والهيدروجين الأخضر تكرس هذه الروح الجديدة”، وفق المصدر نفسه.
وفي ما يتعلق بالدعم الفرنسي لمغربية الصحراء أكد بوريطة أنه “يندرج في إطار دينامية شاملة أطلقها العاهل المغربي منذ عدة سنوات تميزت بالعديد من الاعترافات الصريحة بالسيادة المغربية على الصحراء، من خلال فتح حوالي ثلاثين قنصلية في العيون والداخلة، ودعم متزايد لمخطط الحكم الذاتي كحل لهذا النزاع الإقليمي”.
ولفت إلى أن “ما يقرب من 20 دولة من أصل 27 دولة في الاتحاد الأوروبي تؤيد هذا النهج”، مشيرا إلى أن” الموقف الفرنسي مهم لأنه صادر عن عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولكن قبل كل شيء عن بلد على دراية بواقع هذه المنطقة وفاعل مؤثر في الاتحاد الأوروبي”.
وأكد أن “كل الظروف متوفرة اليوم لإحراز تقدم”، مشيرا إلى أن “مبادرة الحكم الذاتي تحظى بدعم أكثر من 112 دولة حول العالم، بما في ذلك أكثر من عشرين دولة في الأميركيتين من بينها الولايات المتحدة، وما يقرب من ثلاثة أرباع الدول الإفريقية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”.