بوشمامة لـ”إعلام تيفي”: جلالة الملك أعاد تموقع الصحراء وربط المغرب بعمقه الإفريقي

سلمى الحدادي
في ظل الاحتفال بعيد العرش المجيد، تتعزز ملامح المشروع الملكي الرائد في الأقاليم الجنوبية، الذي تجاوز البعد الوطني ليُعيد تموقع الصحراء المغربية ضمن سياقاتها التاريخية والاستراتيجية، ويجعل منها رافعة محورية في مسار التكامل الإفريقي والانفتاح الجيو-اقتصادي.
وفي هذا الصدد، قال لحسن بوشمامة، الكاتب المتخصص في الشأن السياسي، في تصريح لـ”إعلام تيفي”، إن اهتمام جلالة الملك محمد السادس بالصحراء المغربية تجاوز منطق الارتباط الجغرافي أو الترابي، ليتحول إلى خيار استراتيجي يقوم على جعل الجنوب منصة ربط اقتصادي وإنساني بين المملكة وعمقها الإفريقي.
وأوضح بوشمامة أن الرؤية الملكية اقتضت تطوير البنيات التحتية وتأهيل الوسائل اللوجستية بمعايير عالمية، وهو ما تُرجم ميدانيًا من خلال مشاريع ضخمة مثل الطريق السريع تزنيت–الداخلة، وميناء الداخلة الأطلسي، إلى جانب توفير الطاقة والماء الصالح للشرب، وإنشاء وحدات التصنيع الغذائي، في أفق جعل الأقاليم الجنوبية قاعدة إنتاج وخدمات تربط المغرب بالساحل والصحراء وغرب إفريقيا.
وعلى الصعيد القاري، أشار المتحدث إلى أن بُعد النظر الملكي تجسّد في مبادرتين محوريتين: مشروع أنبوب الغاز النيجيري–المغربي، ومبادرة الأطلسي لربط الدول الحبيسة بالمحيط الأطلسي، مبرزًا أن هذين المشروعين “سيغيران معالم الاقتصاد الإفريقي، وسيساهمان في تنمية الدول المجاورة للمغرب انطلاقًا من أقاليمه الجنوبية”.
وأضاف بوشمامة أن الصحراء المغربية، بفضل الرؤية الملكية، استعادت دورها التاريخي كممر حيوي للتجارة والمبادلات جنوب–جنوب، مما جعلها تحظى باهتمام دولي متزايد، وأكسب المملكة ثقة القوى العالمية، التي سارعت إلى دعم سيادتها على أقاليمها الجنوبية، وفتح شراكات استراتيجية واعدة مع المغرب في أفق الاستثمار في إفريقيا.
وختم تصريحه بالقول: “جلالة الملك لم يكتف بإعادة الصحراء إلى موقعها الطبيعي داخل الوطن، بل فتح أمامها آفاقًا تنموية واعدة، جعلت منها منصة جيو-اقتصادية إفريقية، تستقطب الاحترام الدولي وتحفز مشاريع الاندماج القاري”.