بين إهدار الموارد وضياع الفرص التنموية.. الحسيمة لاتزال تحت وقع المشاريع العالقة

حسين العياشي
توجّهت فعاليات محلية وحقوقية بإقليم الحسيمة بنداء عاجل إلى عامل الإقليم الجديد، فؤاد حاجي، مطالبةً بالتدخل الفوري لإعادة فتح عدد من المشاريع العمومية التي انتهت أشغالها منذ سنوات، إلا أنها ما زالت مغلقة رغم الكلفة المالية الكبيرة التي رُصِدت لإنجازها.
من أبرز هذه المشاريع العالقة، يأتي المتحف البيئي في منتزه بوجيبار، الذي رغم جاهزيته التامة، ما زال مغلقًا في وجه الزوار. وكذلك المرصد البحري بميناء إنوارن، الذي لم يتم تفعيله منذ انتهاء أعمال بناءه. إلى جانب القاعة المغطاة والمسبح الأولمبي بالقرية الرياضية بأيت قمرة، اللذين يعدان من أهم المنشآت الرياضية التي ما زالت متوقفة، في وقت كانت فيه الحاجة إلى هذين المرفقين الرياضية ماسة. أما المسرح الكبير في مدينة الحسيمة، فقد كان من المتوقع أن يُضيف إضافة نوعية للمشهد الثقافي في الإقليم، إلا أنه ما زال مغلقًا رغم اكتمال بنيته.
وأكدت المصادر المحلية أن هذه المشاريع، في حال تم تفعيلها ووضعها في الخدمة، ستُحدِث نقلة نوعية في مجال التنمية المحلية. فبعضها تحول إلى بنايات مهجورة أو فضاءات تُستغل بطرق غير واضحة، في وقت كان من المفترض أن تساهم هذه المنشآت في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الإقليم.
وفي ذات السياق، يأتي مشروع منصة اللوجستيك والتجارة في المنطقة الصناعية أيت قمرة، الذي كان من المفترض أن يسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي، لكنه تحول إلى مرآب للقوارب الفاخرة بدلاً من أن يؤدي دوره المأمول. ولا تقتصر المشاكل على هذه المشاريع فقط، بل تشمل أيضًا الأكواريوم في مدينة الحسيمة الذي ظل مغلقًا على الرغم من اكتمال جميع التجهيزات الخاصة به، ومركز طب الإدمان الذي تأخر تدشينه، إضافة إلى المركز السوسيو-تربوي في جماعة إزمورن، الذي لم تُطلقه أي جهة رسمية حتى الآن.
وقد طالبت فعاليات المجتمع المدني بفتح تحقيق شامل لمعرفة الأسباب التي أدت إلى تعطيل هذه المشاريع، وتحديد المسؤوليات، مؤكدين أن تفعيل هذه المشاريع هو السبيل الوحيد لإخراجها من دائرة الجمود إلى حيز الاستغلال الفعلي. وتُعد هذه المشاريع ركيزة أساسية لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الإقليم، وما زالت الآمال معقودة على الجهات المعنية للعمل على تفعيلها في أقرب وقت ممكن.





